بكين لواشنطن: الصين ليست روسيا

الصين واميركا

"الصين تشرح لأمريكا أنها ليست روسيا" عنوان مقال فلاديمير سكوسيريف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، عن محاولة بكين تسوية الخلافات مع واشنطن، وتأكيد أنها لن تدخل في تحالف مع روسيا ضدها.

وجاء في المقال: في الـ 8 من فبراير بدأت المحادثات مع عضو مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية يانغ جي تشي في العاصمة الأمريكية. وسيحاول ضيف وزير الخارجية ريكس تيلرسون، طمأنة "الصقور" في البيت الأبيض، الذين يتهمون الصين ببناء ترسانة من الأسلحة النووية وانتهاج سياسة تصدير تدمر الشركات الأمريكية.

وفي الصدد، يقول الباحث في معهد الشرق الأقصى التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ألكسندر إيساييف، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا": "أولا، قامت إدارة الرئيس ترامب بنشر العقيدة الدفاعية للولايات المتحدة، حيث تسمى الصين خصما؛ وثانيا، تم اتخاذ جملة إجراءات لممارسة الضغط الاقتصادي على الصين. الأمر الذي لم ينتظروه في بكين".

ويضيف أن اعتبار الصين خصما محتملا للولايات المتحدة غير عادل. وإقناع الأمريكيين بذلك من الأهمية إلى درجة أن صحيفة "واشنطن بوست" نشرت مقالا حُوّل إليها عبر قنوات الشراكة، للباحث السياسي البارز يان شيو يونغ، عميد معهد العلاقات الدولية بجامعة تسينغهوا ببكين، عشية زيارة يانغ جي تشي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني المنتخب في المؤتمر الأخير. ويتمحور حول أن الصين ليست الاتحاد السوفياتي أو روسيا. لذلك، فالحرب الباردة معها بالنسبة لأمريكا غير ممكنة.

وهناك ثلاثة أسباب لذلك: فأولا، على عكس التنافس بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، لا تريد الصين ولا الولايات المتحدة أن تأخذا على عاتقها التزامات دولية مفرطة؛ ثانيا، لم تسمح الصين والولايات المتحدة للمنافسة بينهما أن تشمل مجال الأيديولوجيا؛ ثالثا، الصين، خلافا للاتحاد السوفيتي وروسيا، ملتزمة بفكرة التباري السلمي، ولن تضع، مثل موسكو، نفسها في مواجهة أمريكا في أوروبا والشرق الأوسط، "وتطلق العنان للحروب بأيدي الآخرين". والصين، لن تدخل في تحالف مع روسيا ضد الولايات المتحدة. وهذا ما يؤكده الباحث السياسي يان شيو يونغ للأميركيين.

ومن المهم جدا بالنسبة للصين أن تفهم (واشنطن) هذا الوضع، الذي، كما يعتقدون في بكين، لا ذنب لهم فيه. ويتوقع إيساييف أن المشاكل لن تحل على الأرجح خلال زيارة يان لواشنطن. بيد أن الصين ستحاول تحييد الاتجاهات السلبية في العلاقات بين القوتين وتُظهر أن سياستها تهدف إلى تنمية الشراكة، بل حتى العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.