لاول مرة ...اسرائيل لا ترى في الفلسطينيين الخطر الاكبر

اسرائيل والفلسطينيين

رام الله الإخباري

اعتبرت وثيقة معدّلة لـ"إستراتيجية الجيش الإسرائيلي"، نشرت اليوم الجمعة، أن جبهة جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين هي الأكثر احتمالا للاندلاع، لكنها في المرتبة الثانية من حيث الأهمية، بينما جبهته ضد إيران وحزب الله في سورية ولبنان إلى جانب التنظيمات الجهادية، وعلى رأسها القاعدة و"داعش"، تحتل المرتبة الأولى من حيث التهديد لإسرائيل.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، وضع الوثيقة الإستراتيجية، في منتصف العام 2015، وجرى حينها نشر نسختها غير السرية. واعتبر باحثون وخبراء، حينذاك، أن هذه وثيقة غير مألوفة، لأنها تناولت قضايا حساسة، مثل مفهوم الأمن وغايات الجيش في الحرب.

وبرز في تقارير المحللين العسكريين، المنشورة اليوم، توجيههم الانتقاد إلى الحكومة الإسرائيلية وأنها "تهربت" من التعاطي مع مضامين هذه الوثيقة، ما يعني أن هذا الانتقاد ربما يكون رسالة يوجهها الجيش إلى القيادة السياسية الإسرائيلية. وذكرت التقارير الصحفية إنه انتهى العمل على الوثيقة المعدلة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ولم يتم النشر عنها سوى اليوم.

وقسمت الوثيقة المعدلة المنطقة إلى جهات تهدد إسرائيل وجهات أخرى، هي الدول الصديقة أو دول بالإمكان إجراء تنسيق أمني معها. وشددت الوثيقة على أهمية ما يصفه الجيش الإسرائيلي بـ"المعركة بين الحروب"، في إشارة إلى العمليات العسكرية العلنية والسرية مثل الاغتيالات والغارات الجوية في سورية خصوصا. وكتب آيزنكوت في مقدمة الوثيقة المعدلة أن "غايتنا هي الدفاع والانتصار".



اسرائيل وايران

وكتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إن الوثيقة المعدلة تتحدث مطولا حول "التعاون بين إسرائيل ودول معتدلة في المنطقة ودول عظمى، في مقدمتها الولايات المتحدة".

واعتبرت الوثيقة أن عمليات الجيش الإسرائيلي "غايتها الإسهام في تعزيز مكانة إسرائيل في الحلبتين الدولية والإقليمية". وجاء فيها أنه "بنظرة إلى السنوات القريبة (المقبلة)، تتمتع إسرائيل بمكانة إستراتيجية راسخة وتوازن إيجابي مقابل جميع أعدائها"، بفضل الدعم الأميركي لإسرائيل، إبعاد "التهديد النووي الإيراني"، ضعف الدول العربية، تركيز دول المنطقة على مشاكلها الداخلية، أفول إمكانية نشوء ائتلاف عربي يحارب إسرائيل و"التفوق العسكري الإسرائيلي الملموس على أعدائها".

ولفت المحللون إلى أن الصيغة الأولى لـ"إستراتيجية الجيش الإسرائيلي"، في العام 2015، تعاطت مع الموضوع الإيراني من خلال المفاوضات بين إيران والدول الكبرى للتوصل إلى الاتفاق النووي، وكان موقف الجيش الإسرائيلي "أكثر تفاؤلا" كم الموقف الذي عبر عنه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي رفض هذه المفاوضات والاتفاق.

لكن الوثيقة المعدلة أشارت إلى "إسهام إيران السلبي في مجالات أخرى"، تتمثل بإرساء "محور تأثير شيعي" وإمكانية نشوء احتمال لتهديد تقليدي خطير، بواسطة نشر "ميليشيات شيعية عند حدود إسرائيل وسورية في الجولان". وقالت الوثيقة إن هذا "تهديد يتعزز".

فيما يتعلق بالساحة الفلسطينية، قالت الوثيقة المعدلة إنها الأكثر احتمالا للاشتعال، وأن ستكون لحركة حماس في قطاع غزة التأثير الأكبر على احتمال التصعيد في الضفة الغربية، وأن على الجيش الإسرائيلي الاستعداد لـ"سيناريو متطرف" لتطور مواجهة مباشرة مع أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية مثلما حدث خلال اجتياح الضفة في العام 2002.

وذكرت الوثيقة المعدلة ما وصفته بـ"تهديد منفذ العملية الانفرادي"، وذلك في أعقاب الهبة الفلسطينية التي اندلعت في تشرين الأول/أكتوبر العام 2015، عندما تتالت عمليات الطعن والدهس التي نفذها فلسطينيون لا ينتمون إلى الفصائل الفلسطينية، ويوليها جيش الاحتلال أهمية أكبر من عمليات ينفذها مقاتلون في الفصائل.

ويعتبر الجيش أن الوثيقة المعدلة تأتي نتيجة تغيرات كبيرة في المنطقة منذ وضع الوثيقة الأولى، وأشارت، إضافة إلى التدخل الإيراني في سورية، إلى الوجود العسكري الروسي في سورية وبناء "العائق ضد الأنفاق" عند السياج الأمني المحيط بالقطاع وتصاعد تهديد "داعش" من سيناء.



اسرائيل والفلسطينيين

ويظهر من الوثيقة المعدلة تخوف الجيش الإسرائيلي من "النيران الدقيقة للعدو"، التي من شأنها إلحاق اضرار بالبنية التحتية الإسرائيلية، وشراء أسلحة متطورة من شأنها تقييد قدرة الاجتياح البري الإسرائيلي، و"تهديد السايبر" من جانب جهات عديدة وخلال "الحروب على الوعي والشرعية والقانون"، كما أن هناك "توجه متواصل ويتعزز باستمرار بنقل القتال إلى أراضينا".

في المقابل، تُعدد الوثيقة المعدلة مبادئ مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي بما يلي: إستراتيجية أمنية دفاعية، هدفها "ضمان الوجود وردع العدو وتقليص التهديدات وإرجاء مواجهات عسكرية بقدر الإمكان. والمفهوم العسكري نفسه هو هجومي أثناء الحرب ويبرز التمسك بالمبادئ التي صاغها (رئيس حكومة ووزير أمن إسرائيل الأول) دافيد بن غوريون، أي الحاجة إلى نقل القتال إلى أراضي العدو وتقصير مدة الحرب، من أجل العودة إلى الحياة الطبيعية بالسرعة الممكنة".

 

عرب 48