رفضت “المحكمة العليا” لدى الاحتلال الاستئناف المقدم لتخفيض الحكم عن الأسيرة المقدسية الجريحة إسراء الجعابيص .وقرر قاضي المحكمة ” العليا” ،اليوم الخميس، الإبقاء على حكم الأسيرة إسراء البالغ 11 عاما.
يأتي ذلك بعدما كانت عائلة الأسيرة الجعابيص تقدمت باستئناف للتخفيض حكمها البالغ 11 عاما، حتى تتمكن من تلقي العلاج.وصرحت العائلة أنها تستعد الأن لتقديم التماس أخر لها من أجل السماح بإدخال جراح وطبيب نفسي، على نفقتها الخاصة، في ظل الأهمال الصحي الكبير لحالتها التي تتطلب إجراء أكثر من ثمانية عمليات جراحية لها بشكل عاجل.
وكانت إسراء إصيبت أتت على 60% من ملامح جسد ووجه شقيقتها الصغرى إسراء، بعد اندلاع حريق في المركبة التي كانت تقودها حين انفجر بالون الهواء في المقود.
حدث ذلك عندما تعطلت مركبة إسراء فجأة، وفقدت السيطرة عليها، أوقفتها بصعوبة وطلبت مساعدة من دورية لشرطة الاحتلال، لم يفهموا ما تريد فهي لا تتحدث العبرية وهم لا يتحدثون العربية، أجبروها على البقاء في المركبة، لينفجر البالون في وجهها، ولتواجه بعدها تهمة محاولة قتل أفراد الدورية وتحكم بالسجن 11 عاماً!
"هذه أنا، أنا إسراء"، هكذا عرّفت نفسها لعائلتها التي كانت تنتظرها في غرف الزيارة.
منذ ذلك الحين، وإسراء المولودة في جبل المكبر في القدس المحتلة، والأم لطفل واحد، تجابه الوجع والألم وحيدة في المعتقل، فالحروق ألصقت كتفها الأيمن من تحت الإبط بجسدها وأصبحت عاجزة تماما عن تحريك يدها، كما التصقت أذناها برأسها بفعل النيران، وشوهت وجهها للحد الذي اختفت معه ملامحها، وبمرور الوقت صارت تعاني من ضعف في النظر، بحيث تجد صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة.
ومنذ أيام قليلة أقدمت إسراء على قص شعرها، حتى لا تكون مضطرة لتسريحه، فهذه الوظيفة التي كانت في يوم ما مهمة روتينية محببة أضحت شاقة لدرجة الألم، خاصة بعد أن بترت أصابعها بفعل الحروق، ولم يبق لها سوى اثنين في يدها اليمنى، أما العودة لهذا الروتين المحبب فتحتاج ثماني عمليات جراحية، والكثير من العمليات التجميلية.
وفي محاولة لمعالجة جزء يسير من التشوهات في وجهها، أجريت لها عمليات جراحية، أخذ خلالها الأطباء أجزاء من جلد قدميها، وزرعها في منطقة الرقبة، وهو ما يسبب لها حاليا تهيجا واحمرارا، ولأن ما تسمى إدارة مصلحة السجون لا تكترث بمتابعة علاجها وإهمالها، استبدت بها الالتهابات، أما درجة حرارة جسمها فتشهد ارتفاعا باستمرار، حيث باتت تكتفي بارتداء قطعة واحدة من الملابس، حتى في فصل الشتاء القارس.