قال حسن زملط سفير منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن و خلال مقابلة مع صحيفة The New Yorker حول العلاقات الأميركية الفلسطينية، "إدارة ترامب لم تُزل القدس عن الطاولة، بل أزالت الطاولة برمتها
. لا يوجد أي فلسطيني أو أي جهة أخرى (غير نتانياهو) يمكنه الجلوس على طاولة ترامب. فليجربوا." مؤكدا أن الرئيس ترامب أخرج الولايات المتحدة من عملية التسوية بعد قرار السادس من ديسمبر.
وقال زملط في معرض ردّه على سؤال حول العملية السلمية: "إن الرئيس محمود عبّاس لا يرفض السلام، ولكننا لا نريد العودة إلى السياق نفسه والذي سمح للولايات المتحدة أن تكون الوسيط الوحيد لمدة 26 عاما"، مضيفا أن السادس من ديسمبر شكل نقطة تحول حيث تراجعت ونكثت الولايات المتحدة وعودها السابقة، ولذا فقدت أهليتها وغيرت قواعد اللعبة.
وأشار زملط إلى أن الطريق ليس مسدودا، بل يمكن إيجاد بديل دولي، وقال إن الجهود الفلسطينية منصبة على خلق هذا البديل ومنها زيارة الرئيس الحالية لبروكسل وعواصم عالمية أخرى، وهذا الجهد قد يأخذ وقت وقد لا تنجح في أول عام أو اثنين، ولكن هذا لا يعني التوقف عن المحاولة.
وأضاف "إذا أراد الرئيس ترامب أن يحقق السلام كما قال لنا مرارا، فيجب أن يتراجع ويتوقف لبرهة ويفكر مليا بما فعله في السادس من ديسمبر. هذا نزع عنه وعن إدارته الأهلية في الوساطة في العملية السياسية."
وفي سؤال حول ما إذا كانت السلطة الفلسطينية ستقطع العلاقات مع أميركا، أوضح السفير زملط أن الفلسطينيين قطعوا مشوارا طويلا في العلاقة الثنائية مع الولايات المتحدة، ولذا فلن يكون التخلي عن العلاقات بهذه السهولة. مؤكدا أن تعليمات الرئيس عبّاس جاءت بمضاعفة الجهود للتواصل مع كل المؤسسات الحكومية، والكونغرس، والشعب على وجه الخصوص، وطرح الرواية الفلسطينية وتفسير وجهة النظر الفلسطينية.
وأعرب زملط عن التزام الرئيس الفلسطيني بحل الدولتين على حدود 1967، وقال إنه آخر المحاربين الذين يقاتلون من أجل تحقيق هذا الحل، ولكنّ الحكومة الإسرائيلية الحالية هي التي لا ترغب وغير معنية بحل الدولتين، بل وتسعى إلى ضمّ الضفة الغربية وفرض نظام الفصل العنصري الأبرتهايد على جميع أراضي فلسطين التاريخية.
وبشأن دعوة المجلس المركزي لعدم الاعتراف بإسرائيل، قال السفير الفلسطيني إن المعاملة هنا تكون بالمثل، فالاعتراف بإسرائيل مشروطا وتبادليا وحان الوقت لتعليقه.
وتطرقت الصحفية روبين رايت إلى التقارير التي صدرت بشأن نيّة إدارة الرئيس الأميركي عرض إقامة دولة فلسطينية صغيرة وعاصمتها أبو ديس، وقال الدكتور زملط إن هذا الكلام يمكن تصنيفه في خانة الهراء واللهو. الشعب والقيادة الفلسطينية لن تقبل بأقل من دولة كاملة السيادة تقام على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية كاملة، وحل جميع قضايا الوضع النهائي حسب قرارات الشرعية الدولية، عدا عن ذلك كله هدر للوقت، ومفتاح الحل مع الشعب الفلسطيني وقيادته.
وردا على سؤال تداعيات تجميد 65 مليون دولار من المساعدات الأميركية للأنروا، جدد السفير الفلسطيني رفض القيادة ربط المساعدات الإنسانية بالضغط من أجل تحقيق أجندة سياسية.
وقال إن الكثير من الفلسطينيين يعتاشون على مساعدات الأنروا، ولكنّ الشعب لن يقبل أن يساوم وإذا كان الخيار بين حقوقه المشروعة وتجويعه، سيختار الجوع. وأوضح أن قضية المساعدات الإنسانية تصب في مسؤولية الولايات المتحدة تجاه النظام والقانون الدولي وليست ضمن العلاقة الثنائية.
وحول رأيه في اندلاع انتفاضة ثالثة، قال الدكتور زملط إن أحدا لم يكن يتوقع أن تندلع انتفاضة 1987 أو 2000، لأن الانتفاضة بطبيعتها عفوية وتلقائية.