رام الله الإخباري
رغم مغادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتراب الجزائري، ليلة الأربعاء 06 ديسمبر/كانون الثاني، بعد قضائه بضع ساعات هناك، في أوّل زيارة رسمية له للجزائر منذ وصوله إلى كرسي الرئاسة، إلّا أن النقاشات التي أثيرت حول زيارته والطريقة التي مرّت بها والمطالب الموّجهة إليه، لا تزال تخيّم على مواقع التواصل الاجتماعي.
واستحوذ فيديو لماكرون مع شاب جزائري على الاهتمام، إذ دار بين الاثنين حوار عفوي عندما كان ماكرون يسير في أحد شوارع الجزائر. بدأ الحوار عندما قال الشاب لماكرون إن على فرنسا تحمّل مسؤوليتها في تاريخها الاستعماري. فأجاب ماكرون: إن فرنسا تتحمل هذه المسؤولية منذ مدة.
لكن الشاب رّد على ماكرون بأنه يتجنب جوهر النقاش، ممّا دفع ماكرون إلى إجابة مطولة: "من يتجنب؟ هل تجنبت أن أزوركم؟ هل تجنبت الإشارة إلى ما وقع في الماضي؟ ولكن وقعتْ أشياء كثيرة في الماضي.
وتابع ماكرون: "كما قلت سابقاً، هناك أشخاص عاشوا قصص حب هنا في الجزائر. هناك فرنسيون يحبون الجزائر بشكل رهيب، وساهموا أو قاموا بأشياء جميلة هنا. كما يوجد من قاموا بأشياء فظيعة. لدينا هذا التاريخ بيننا، لكن أنا لست سجيناً له". ثم توجه للشاب سائلاً: "كم تبلغ من العمر؟"، أجاب الشاب: "25 سنة"، فرّد ماكرون: "ولكن أنت لم تعرف أبداً الاستعمار، لماذا تخلط الأمور؟ على جيلكم أن ينظر إلى المستقبل".
ومن المشاهد التي أثارت النقاش، طريقة استقبال ماكرون في الشارع، عندما استقبله امرأة جزائرية بحفاوة كبيرة. وقد كتب ماكرون في حسابه على تويتر: "شكرا للجزائريين على استقبالهم لي اليوم. بين البلدين، لدينا تاريخ مشترك يستمر نحو المستقبل".ونشر عدد من الجزائريين على تويتر صوراً توثق للفترة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر (دامت 132 عاما)، وأعاد عدد منهم نشر وسم "اعتذار فرنسي، مطلب جزائري".
والتقى ماكرون في زيارته بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في لقاء مغلق لم تغطه سوى وكالة الأنباء الجزائرية، ممّا أثار نقاشاً حول رغبة جزائرية رسمية بتفادي السماح لوسائل الإعلام الفرنسية بتغطية اللقاء، حتى لا يتكرر نشر صور شبيهة بما التقطته وكالة الأنباء الفرنسية، غداة لقاء رئيس الوزراء الفرنسي السابق، مانويل فالس، ببوتفليقة، عام 2016.فيما أعاد جزائريون آخرون نشر كاريكاتير لصحيفة الوطن الجزائرية الناطقة باللغة الفرنسية: بوتفليقة - ماكرون رأسا لرأس
وقال ماكرون في تصريحات خلال زيارته إنه صديق للجزائر، وإنه يرفض أن يكون رهينة للماضي الاستعماري الفرنسي. كما قال إنه يرغب في إحياء العلاقة بين البلدين في موضوع الذاكرة الجماعية، خاصة ما يتعلّق بإعادة الجماجم، في إشارة منه لجماجم ثوار جزائريين لا تزال باريس تحتفظ بها.
وخلافاً لما توقعه الكثير من الجزائريين، لم يعتذر ماكرون عن استعمار فرنسا للجزائر، وهو المطلب الذي تشدّد عليه الجزائر. لكن ماكرون لم يتراجع كذلك عن تصريحاته التي قالها في الانتخابات الفرنسية عندما وصف استعمار فرنسا للجزائر بكونه جريمة، إذ أجاب على سؤال حول هذه التصريحات: "أنا لست متناقضاً".
دويتشيه فيليه