رام الله الإخباري
قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن قراره بشأن القدس تأخر كثيرا، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل حول كلمته المرتقبة الليلة والتي من المفترض أن يعلن فيها اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ويتخذ قرارا بنقل السفارة إليها.
وأضاف في اجتماع لحكومته: "قال رؤساء عديدون إنهم يريدون القيام بشيء ولم يفعلوا، سواء تعلق الأمر بشجاعتهم أو أنهم غيروا رأيهم، لا يمكنني أن أقول لكم، أعتقد أن الأمر تأخر كثيرا".
وأثار قرار ترامب المرتقب الأربعاء قلقا دوليا وغضبا فلسطينيا تجاه خطوة تشكل خروجا عن السياسة الأميركية المتبعة منذ عقود.
في المقابل، امتنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في خطاب ألقاه في مؤتمر في القدس المحتلة الأربعاء عن ذكر قرار الرئيس الأميركي المزمع إعلانه حول القدس.
ومن بابا الفاتيكان، وتركيا والأردن وبريطانيا والصين وصولا إلى سوريا وإيران، أبدى المجتمع الدولي قلقه من أقدام ترامب على خطوة مماثلة.
ودعا البابا فرنسيس إلى احترام الوضع القائم في القدس. بينما ندد الرئيس الإيراني حسن روحاني بالقرار المرتقب لترامب، مؤكدا أن بلاده لن تقبل بذلك.
وقال روحاني في كلمته إن إيران "لن تقبل بانتهاك المواقع المقدسة الإسلامية". وأكد "على المسلمين أن يبقوا متحدين في وجه هذه المؤامرة الكبرى".
من جهتها، أعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي الأربعاء أنها ستتصل بترامب، وذلك بعد أن اعرب وزير خارجيتها بوريس جونسون عن قلق بلاده حيال ذلك الاحتمال. وقالت ماي "أنوي التحدث للرئيس ترامب بهذا الخصوص".
أبلغ ترامب مساء الثلاثاء خلال سلسلة اتصالات هاتفية عددا من القادة العرب، بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله، الثلاثاء بنيته نقل السفارة.
وحذر عباس "من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".
والأربعاء، حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأربعاء من أن اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل "سيفيد الجماعات الإرهابية".
وقال اردوغان في ختام لقاء مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في أنقرة إن "مثل هذا الإجراء لا يفيد إلا الجماعات الإرهابية". من جهته أكد العاهل الأردني أن المدينة المقدسة "مفتاح استقرار" المنطقة.
وأعلنت باكستان، ثاني كبرى الدول المسلمة، وحليفة الولايات المتحدة منذ أكثر من نصف قرن، معارضتها التامة لهذه الخطوة، معربة عن قلقها من هذه الخطوة.
وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من أن هذه الخطوة تشكل "استفزازا غير مبرر لمشاعر" العرب.
وتقدم الأردن والفلسطينيون الأربعاء بطلب عقد اجتماع طارئ على المستوى الوزاري لجامعة الدول العربية لمناقشة القرار الأميركي حول القدس.
وكانت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية أعلنت الثلاثاء أيام الأربعاء والخميس والجمعة،" أيام غضب شعبي" تحسبا لقرار أميركي مماثل.
ودعت القوى إلى مسيرة مركزية الخميس في مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وحذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية من أن نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس سيشكل "تجاوزا لكل الخطوط الحمر".
وفي قطاع غزة، تظاهر مئات من الفلسطينيين الغاضبين في قطاع غزة الأربعاء، واحرقوا صور ترامب وأعلاما إسرائيلية وأميركية.
ورفع المشاركون أعلاما فلسطينية ولافتات كتب عليها "القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية، القدس خط احمر والعاصمة الأبدية لدولة فلسطين".
روسيا اليوم