أجرى الرئيس محمود عباس، مساء يوم أمس السبت اتصالا هاتفيا مع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أطلعه خلاله على ما تتعرض له مدينة القدس من مخاطر، وما هو المطلوب من أجل حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وطلب الرئيس من الرئيس التركي بصفته رئيس القمة الإسلامية، بالتحرك العاجل من أجل مواجهة التحديات المحدقة بالقدس والمقدسات.واتفق الرئيس ونظيره التركي على استمرار التواصل خلال الأيام المقبلة، للوقوف على آخر المستجدات المتعلقة بمدينة القدس ومقدساتها.ويأتي الاتصال ضمن حملة الاتصالات التي يقوم بها الرئيس على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية من أجل حماية مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
من جهة ثانية قال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس دونالد ترامب قد يلقي خطابا يوم الأربعاء المقبل يعلن فيه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في خطوة من شأنها أن تؤجج التوتر في منطقة الشرق الأوسط.ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنه من المتوقع أن يؤجل ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس رغم إعلانه المرتقب المثير للجدل.
ولا يعترف المجتمع الدولي بمطالبة إسرائيل بالسيادة على القدس بأكملها.ورفض المتحدث باسم مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض التعليق على تلك الأنباء قائلا "لا يوجد لدينا ما نعلنه".
وحذر نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس محمود عباس، الإدارة الأمريكية من اتخاذ هذه الخطوة قائلا "الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية يمثلان خطورة كبيرة على مستقبل عملية السلام ويدفعان المنطقة إلى عدم الاستقرار".
وتنقل مراسلة بي بي سي باربرا بليت آشر عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الرئيس ترامب غاضب ممن يحذرونه من خطوة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بسبب مخاوف من أنها ستؤدي إلى مزيد إلى العنف وستتسبب في انتكاسة لعملية السلام.
وأضافت لذا قررت الإدارة الأمريكية إلى "الخطة ب" وهي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل دون نقل السفارة في الوقت الحالي ولكنها خطة مثيرة للجدل لأن تحديد الوضع النهائي للقدس يجب أن يكون في اتفاق سلام نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.وتدور مناقشات الآن بشأن كيفية الإعلان عن هذه الخطوة دون الإضرار بجهود السلام.
وكان ترامب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.وأصدر الكونغرس الأمريكي قرارا عام 1995، بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.لكن قرار الكونغرس تضمن عبارة تسمح للرئيس بإصدار أمر كل ستة أشهر بإرجاء تنفيذ قرار الكونغرس، وهو ما دأب الرؤساء الأمريكيون على فعله منذ ذلك الحين.
وكانت القدس مقسمة، إذ تسيطر إسرائيل على شطرها الغربي ويدير الأردن شطرها الشرقي حتى عام 1967، الذي احتلت فيه إسرائيل القدس الشرقية وأراضي فلسطينية وعربية أخرى.ويرغب الفلسطينيون في أن تكون القدس الشرقية، التي تضم المسجد الأقصى وأماكن أخرى مقدسة لدى المسلمين والمسيحيين واليهود، عاصمة لدولتهم المستقبلية، بينما تصر إسرائيل على أن القدس بأكملها عاصمة أبدية لها.