واشنطن ترفض التصعيد العسكري ضد كوريا الشمالية

كوريا الشمالية واميركا

أبدى وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، يوم الخميس ثقته بضرورة بذل جهود دبلوماسية لحل الأزمة المتفاقمة مع كوريا الشمالية، خلافا لتصريحات دبلوماسيين هددت وتوعدت.وقال ماتيس في كلمة ألقاها في البنتاغون: "لا أريد أن أقول إن الدبلوماسية لا تعمل، سنواصل التحرك على المسار الدبلوماسي والعمل من خلال مجلس الأمن الدولي، وسنكون مثابرين".

وفى الوقت ذاته، أكد ماتيس أن الدبلوماسيين الأمريكيين "سيتحدثون من موقع قوة، لأن لدينا خيارات عسكرية" لحل هذه المشكلة.وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد قال أيضا يوم الخميس، إن الجهود الدبلوماسية الصينية أخفقت في كبح برنامج بيونغ يانغ النووي، بينما قال وزير خارجيته ريكس تيلرسون إنه ينبغي لبكين بذل المزيد للحد من إمدادات النفط إلى بيونغ يانغ.

وفي تغريدة على تويتر، وجه ترامب إهانة جديدة لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ووصفه بأنه"جرو مريض" وذلك بعدما أجرت كوريا الشمالية، فجر الأربعاء، تجربة لأحدث صواريخها الباليستية العابرة للقارات حتى اليوم.وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن نهج واشنطن في هذا الشأن استفزازي للغاية وعلى نحو خطير.

وكتب ترامب تغريدة على تويتر قال فيها "يبدو أن المبعوث الصيني الذي عاد للتو من كوريا الشمالية لم يؤثر في رجل الصواريخ الصغير" في إشارة إلى الزعيم الكوري الشمالي.وعلى خلاف نهج ترامب الميال للصدام، يتشبث تيلرسون بآمال العودة للحوار إذا أظهرت كوريا الشمالية رغبة في التخلي عن برنامجها النووي.

ووصلت التوترات في شبه الجزيرة الكورية إلى مستوى جديد بعدما أعلنت بيونغ يانغ، الأربعاء، أنها اختبرت بنجاح صاروخا باليستيا جديدا عابرا للقارات محرزة "تقدما كبيرا" يضع معظم الأراضي الأمريكية في مرمى أسلحتها النووية.

وتعهد ترامب بفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية ردا على تجربة الصاروخ الأخيرة وفي اجتماع طارئ بمجلس الأمن، في وقت متأخر الأربعاء، قالت الولايات المتحدة إنها "ستدمر تماما" قيادة كوريا الشمالية إذا نشبت حرب.

وفي واحد من أقوى تصريحاته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الخميس، إن الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع الموقف استفزازية على نحو خطير وذلك رغم تنديد موسكو بالتجربة الكورية الشمالية.وانتقد لافروف تدريبات عسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من المقرر إجراؤها في ديسمبر/ كانون الأول، واتهم واشنطن بالسعي لإثارة غضب كيم "حتى يفقد التحكم في تصرفاته" بشأن البرنامج الصاروخي مما يمنح واشنطن ذريعة لتدمير كوريا الشمالية.

ورفض لافروف أيضا طلب الولايات المتحدة قطع العلاقات مع بيونغ يانغ بسبب البرنامج النووي والصاروخي وقال إن السياسة الأمريكية باتجاه كوريا الشمالية معيبة بشكل كبير.وفي اتصال هاتفي مع ترامب، اعتبر رئيس كوريا الجنوبية، مون جيه-إن، إن الصاروخ الذي أطلقته الجارة الشمالية هو أكثر الصواريخ تطورا في ترسانة بيونغ يانغ، لكنه أضاف أن الدولة المعزولة لا تزال بحاجة لإثبات بعض التفاصيل الفنية.

وأضاف قائلا إن من غير الواضح ما إذا كان الشمال لديه بالفعل تكنولوجيا صنع رأس نووي، وأن بيونغ يانغ لا تزال بحاجة لأن تثبت بعض الأمور الأخرى مثل التكنولوجيا التي تمكن الصاروخ من معاودة دخول الغلاف الجوي للأرض.

وتقول بيونغ يانغ إن برامجها التسليحية، دفاع ضروري في مواجهة خطط أمريكا لغزو البلاد. وتنفي واشنطن التي لها 28500 عسكري في كوريا الجنوبية منذ الحرب الكورية في الخمسينيات، أي نية لغزو كوريا الشمالية.وأخفقت الإدارات الأمريكية السابقة في منع كوريا الشمالية من تطوير أسلحة نووية وبرنامج متطور للصواريخ.