حذرت السلطات الاندونيسية في جزيرة بالي الاثنين من خطر انفجار بركان جبل آغونغ في أي لحظة معلنة حالة التأهب القصوى في المنتجع حيث تسارعت عمليات الإجلاء الواسعة وأغلق المطار الرئيسي ما تسبب ببقاء آلاف السياح عالقين.
وباتت سحب الدخان الرمادية التي ينفثها جبل آغونغ منذ الأسبوع الماضي ترتفع لأكثر من ثلاثة آلاف متر في السماء، ما يمثل خطراً على حركة الطيران.
وغادر نحو 40 ألف شخص منازلهم في محيط البركان فيما يرجح أن يشمل الإجلاء قرابة 100 ألف شخص، وفقا لما أفاد مسؤولون في وكالة إدارة الكوارث بعدما أعلنت السلطات رفع درجة التأهب إلى أعلى مستوياتها.
وتم توسيع المنطقة التي تقرر إخلاؤها حول آغونغ إلى 10 كيلومترات وتقع المنطقة على بعد 75 كلم من منطقة كوتا السياحية. واكتظت مراكز الايواء والخيام المؤقتة الاثنين بعدما أخليت نحو 20 قرية من قاطنيها.
وأفاد المكتب الوطني لإدارة الكوارث في بيان أن "الرماد الذي يستمر (البركان) بقذفه تصاحبه انفجارات وهدير ضعيف". وأضافت أن "توهج الحمم يُرى أفضل في الليل وهذا يعني أن البركان على وشك أن يثور".
جدد بركان آغونغ في ايلول/سبتمبر نشاطه ما دفع السلطات إلى إجلاء 140 ألف شخص يعيشون بالقرب منه. وخف نشاطه في أواخر تشرين الأول/اكتوبر فعاد كثيرون إلى منازلهم.
لكن يوم السبت، نفث الدخان عالياً للمرة الثانية في غضون أسبوع في ما صنفه خبراء البراكين بأنه ثوران تدفقي ناتج عن ارتفاع حرارة المياه الجوفية وتمددها.
وبحلول يوم الاثنين بات بالإمكان رؤية تدفق الحمم البركانية الباردة التي تشبه الطين وتسبق عادة الحمم الحارقة برتقالية اللون التي تُرى في معظم انفجارات البراكين.
وقال المزارع بوتو سوياسا (36 عاما) الذي فر مع بعض أقاربه من قرية على بعد ثمانية كيلومترات من البركان "أنا قلق للغاية لأنني تركت منزلي وأنا قلق كذلك بشأن عائلتي". وأضاف أن "الجبل ينفث دخانا أكثر كثافة من السابق".
ذكريات مثيرة للقلق
وأما ديوا جيدي سوباغيا الذي كان لا يزال مراهقا عندما ثار آغونغ آخر مرة فقال "أنا قلق للغاية لأنني خبرت ذلك من قبل".
وأضاف الرجل البالغ من العمر 67 عاما لوكالة فرانس برس في احد مراكز الايواء "آمل بأن لا تطول فترة اجلائي هذه المرة. في العام 1963، غادرت منزلي لأربعة شهور".
وثار جبل آغونغ آخر مرة عام 1963 ما أسفر عن مقتل نحو 1600 شخص في أحد أسوأ انفجارات البراكين في البلد التي تضم نحو 130 بركانا نشطا.
وأغلق مطار عاصمة بالي دنباسار التي تعد من أكثر الوجهات السياحية رواجا حيث تجذب ملايين السياح الأجانب كل عام. وقال مسؤولون إنه تم الغاء 445 رحلة وهو ما تسبب بتأثر 59 ألف راكب. وأعرب كولن كافي، وهو غواص محترف فرنسي يزور اندونيسيا منذ عدة أشهر عن قلقه جراء انتهاء مدة تأشيرته. وقال "علي الآن الذهاب إلى مكتب الهجرة".
وقال مدير عام مطار بالي يانوس سيوايوغي "علي التأكد من عدم وجود أي رماد على المدرج". وفيما بدت خيبة الأمل واضحة على بعض السياح الذين لم يتمكنوا من العودة إلى بلادهم وأعمالهم، تعامل آخرون مع الأمر بهدوء. وقال السائح الهندي كريسنا مصطفى "ماذا يمكنني القول؟ علينا أن نتعاون، فنحن نواجه كارثة طبيعية".
من جهتها، قالت السائحة الاندونيسية ميري هانداياني تومانغور (23 عاما) "ألغيَت رحلتي التي كانت مقررة الساعة السابعة صباحا بينما كنا على وشك الصعود إلى الطائرة". وأضافت "علينا البقاء في بالي مجددا الآن. قيل لي إنه لن يكون بإمكاني المغادرة قبل يوم الجمعة".
وأُغلق المطار الأحد في جزيرة لومبوك القريبة التي تعد وجهة سياحية رائجة كذلك شرق بالي عندما وجهت الريح الرماد الذي يلفظه جبل آغونغ باتجاهها، قبل أن يعاد فتحه في وقت مبكر الاثنين. ودعت الحكومة الاسترالية الأحد المسافرين إلى التزام أعلى درجات الحذر.
وأفادت "قد يشتد نشاط البركان مع انذار قصير أو دون سابق إنذار"، موضحة أن "انفجارات جبل آغونغ السابقة أظهرت أن لدى هذا البركان قدرة على التسبب بأضرار كبيرة (...) بما في ذلك احتمال أن يرسو الرماد خارج منطقة الخطر المعلنة".
صلوات
وشارك العشرات من سكان بالي الهندوس في صلوات قرب البركان الأحد على أمل أن يمنع ذلك ثورانه. ودعا مسؤولون القاطنين قرب الجبل إلى ارتداء أقنعة واقية تحسبا من لفظ البركان مواد منصهرة يمكن أن تحتوي على الغاز وأن ينتج عنها نفث كميات كبيرة من الرماد.
ويعد ارخبيل اندونيسيا من أكثر مناطق العالم التي تنشط فيها البراكين اذ يقع في منطقة "حزام النار" في المحيط الهادئ بجنوب شرق آسيا، حيث يؤدي تصادم الصفائح التكتونية إلى هزات أرضية متكررة وأنشطة بركانية كثيفة.
والعام الماضي، قتل سبعة أشخاص اثر انفجار جبل سينابونغ في جزيرة سومطرة القريبة فيما تسبب ثوران البركان ذاته عام 2014 بمقتل 16 شخصا.