حقق منتخبنا الوطني لكرة القدم، انجازا تاريخيا جديدا في التصنيف الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، اليوم الخميس، بصعوده للمركز الـ82 عالميا، وهو الأفضل في تاريخه.وكما كان متوقعا، شهد ترتيب منتخبنا صعودا ملحوظا، رغم تقدمه مركزين فقط في التصنيف، مقارنة بالشهر الماضي، إلا أن الأفضل كان مواصلة التقدم والذي جاء تدريجيا منذ بداية هذا العام.
ويأتي هذا التقدم، بعد النتائج الكبيرة والملفتة التي حققها منتخبنا الوطني لكرة القدم في التصفيات المؤهلة لبطولة امم آسيا 2019 في الامارات، وآخرها كان الفوز الكاسح على ضيفه منتخب جزر المالديف بثمانية أهداف لهدف في اللقاء الذي احتضنه استاد الجامعة العربية الأميركية في جنين، ليواصل تصدره مجموعته بفارق 3 نقاط عن المطارد منتخب عمان، وليكون الوحيد في كل المنتخبات المشاركة بالتصفيات الذي حقق العلامة الكاملة.
في السياق ذاته، شنت وسائل الاعلام الاسرائيلية هجوما كبيرا على اتحادها، بعد التراجع الكبير لمنتخبها في التصنيف الدولي والذي شهد هذا الشهر تراجعا كبيرا، حيث تراجع 16 مركزا ليصبح في المركز الـ98 عالميا بفارق كبير عن منتخبنا.واعتبرت وسائل الاعلام الاسرائيلية هذا التراجع ضربة كبيرة للرياضة في اسرائيل، معتبرا ما جرى فضيحة، خاصة ان منتخبها تلقى هزائم بالجملة في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018، وأصبح ممر عبور للمنتخبات الكبرى، وأصبح ينافس في المراكز المتدنية بعيدا عن حسابات التأهل.
وكان صحفي اسرائيلي يعمل بقسم الرياضة في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، طلب من رئيس اتحاد كرة القدم الاسرائيلي عوفر عيني، بضرورة التقدم بطلب وشكوى "للفيفا" لطرد فلسطين منها، بدعوى ان عددا كبيرا من أعضاء اتحاد كرة القدم الفلسطيني، وعلى رأسهم رئيسه اللواء جبريل الرجوب، أسرى سابقين في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
وتساءل الصحفي الاسرائيلي "ماذا يوجد لدى الفلسطينيين غير موجود لدينا، ولماذا هذا التقدم لهم والتراجع لنا، رغم ما يتوفر من ملاعب ومنشآت متطورة"، لكن الصحفي الاسرائيلي لم يشر إلى حواجز الاحتلال واجراءاته القمعية ضد الرياضة والرياضيين الفلسطينيين، والحواجز والعقبات الذي يضعها ضد الرياضيين.
كما لم يتحدث الصحفي في "يديعوت أحرنوت" عن الاعتقالات الكبيرة في صفوف الرياضيين الفلسطينيين، حيث تواجد وما زال يتواجد العديد من اللاعبين في سجون الاحتلال الاسرائيلي، ولعل أبرز هؤلاء اللاعبين نجم منتخبنا الحالي سامح مراعبة الذي سجل 4 أهداف في لقاء المالديف، وهو قضى 9 شهور في سجون الاحتلال.
ولكن ورغم كل هذه الاجراءات العنصرية واللا أخلاقية بحق الرياضة والرياضيين الفلسطينيين، أثبت منتخبنا الوطني العزيمة والاصرار على مواصلة التقدم، وحقق النتائج المطلوبة، وأبرزها الصعود إلى اهم محفل آسيوي وهي بطولة أمم آسيا، ليكتب اسمه بين الأفضل في القارة الآسيوية وأصبح ترتيبه بالمركز الـ10 فيها وهو أفضل مركز آسيوي له أيضا.
وكانت وزيرة الرياضة الإسرائيلية "ميري ريغيف"، أوعزت بضرورة الاستعانة بشركة الاستشارات الدولية "تفن" لتقديم استشارتها وتوصياتها من أجل النهوض بالرياضة الإسرائيلية، خاصة بعد أن ترتيب منتخب إسرائيل لأول مرة في تاريخه هو 98 عالميا.
وقالت ريغيف في تصريحات لها: "إن كرة القدم تعتبر الرياضة الأكثر شعبية في إسرائيل والعالم، وتستطيع أن تكون مصدر فخر وطني للإسرائيليين، ورغم أنها تحظى بدعم وموازنة أعلى من أية رياضة أخرى، إلا أنها لا تزال منذ 47 عاما غير قادرة على التأهل للمونديال".وبالعودة للتصنيف الدولي، لم تشهد المراكز الخمسة الاولى أي تغيير يذكر، وحافظ منتخب ألمانيا على الصدارة، وجاء ثانيا منتخب البرازيل، وثالثا البرتغال، وحل رابعا منتخب الأرجنتين، وحافظ منتخب بلجيكا على مركزه الخامس.
عربيا، واصل منتخب تونس الذي تأهل لكأس العالم صدارته للمنتخبات العربية بحلوله في المركز الـ27 عالميا، وحل المنتخب المصري في المركز الثاني بالمركز الـ31 وهو تأهل لكأس العالم بعد غياب 28 عاما، وتقدم منتخب المغرب الذي تأهل لكأس العالم أيضا 8 مراكز وأصبح في المركز الـ40 عالميا، وجاء رابعا منتخب السعودية، وحل خامسا منتخب الجزائر بعد حلوله بالمركز الـ64 عالميا.