والد أسير من نابلس فقد بصره يطالب استبداله بنجله لكي يحصل على العلاج المناسب

الاسير محمد دويكات

رام الله الإخباري

أسبوع عصيب عاشته عائلة دويكات في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة منذ إبلاغها بفقدان ابنها الأسير محمد مازن دويكات (30 عامًا) بصره بسبب الإهمال الطبي في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ولم يجد الشيخ مازن دويكات رجل الإصلاح المعروف على مستوى نابلس أغلى من حريته ليفتدي بها عيني ابنه الأسير محمد فعرض استبداله بنجله ليتمكن أبنه من الحصول على العلاج المناسب قبل فوات الأوان.ويعتزم الشيخ دويكات تنظيم وقفة تضامنية لعشيرة الدويكات يوم الجمعة القادمة بعد الصلاة مباشرة في ديوان العائلة بمنطقة بلاطة البلد.

ويقول الرجل  إنه سيعرض اعتقاله وعشرة من أقاربه كرهائن لإخراج نجله للعلاج أو دفع كفالات مالية ليتمكنوا من علاجه ومنحه تصريحا لمرافقه إلى المستشفى.ويقبع الأسير محمد حاليًا في سجن "جلبوع"، وكان نقل إلى مستشفى العفولة في الثامن من الشهر الجاري بضغط من الأسرى بعد فقدانه للبصر.

وقال والده إن المحامي زار ابنه الاثنين الماضي، وأبلغهم أن بصره ضعيف جدًا وأن هناك تشويشا على الرؤية.وأضاف أن المحامي استطاع الحصول على التقارير الطبية التي تشرح حالته الصحية وزودهم بها.وأشار إلى أن أحد أطباء العيون أطلع على التقارير الطبية وأبلغه أن أبنه مكث أسبوعا في المستشفى قبل أن يعاد إلى السجن.

وأضاف: "سألني الطبيب إن كان ابني يعاني من روماتيزم فأجبت بالنفي، فهو لاعب كرة قدم، وسألني إن كان يعاني من ارتفاع ضغط الدم، وكانت الاجابة بالنفي أيضا، وهذا ما يؤكده التقرير الطبي".وقال إن الطبيب خلص من التقارير إلى استنتاج بأن هناك فايروسا أصاب عيني محمد بسبب الإهمال داخل السجون، وأدى إلى التهاب حاد في الشبكية.

وأضاف: "بعد اطلاع الطبيب على التقارير أبلغني أن حالة ابني حرجة وصعبة، لكن إمكانية الشفاء واردة، بشرط الإسراع في العلاج، ونصحني بالتواصل مع طبيبة فلسطينية من القدس تعمل في مستشفى "هداسا"، هي الأكثر تخصصا في علاج هذه الحالة.وذكر دويكات أن الطبيب تطوع لإرسال التقارير إلى هذه الطبيبة المختصة، لكن التحدي الآن هو كيف يمكن لهذه الطبيبة الاطلاع على ابنه وهو في الأسر؟

مستقبل مُهدد

جاء اعتقال محمد قبل نحو عام ليوقف مسيرة حياته إلى حين، لكن تطورات حالته الصحية باتت تهدد مستقبله إن لم يتم تداركها سريعا.وأنهى محمد الثانوية الصناعية بتخصص الاتصالات، وحصل على دبلوم من كلية هشام حجاوي، ثم عمل فنياً بأبراج الوطنية موبايل، قبل أن ينتقل للعمل بأحد المحلات التجارية.

وتشير والدته إلى أن ابنها عقد قرانه بتاريخ 20/11/2016 واعتقل بعد أسبوعين فقط.وتقول لوكالة صفا المحلية : "بعد عقد قرانه اشترى شقة وبدأ بتجهيزها، لكن الاحتلال فاجأه باعتقاله بعد ذلك بنحو شهر".

وطوال عام كامل عقدت لمحمد العديد من جلسات المحاكمة، ولم يصدر بحقه حكم حتى الان.وتضيف والدته: "عندما زرته أواخر الشهر الماضي، لاحظت على وجهه علامات الارهاق، وبدت عيناه حمراوان كالجمر".

تعاطف كبير وتقصير غير مفهوم

ينظر الشيخ دويكات بفخر إلى حالة التعاطف التي وجدها من قطاعات وشرائح واسعة مع قضية نجله الأسير على نطاق واسع.ويشير بهذا الصدد إلى الاتصال الذي تلقاه من النائب العربي في الكنيست أسامة السعدي، والذي وعده بإثارة القضية لدى المستوى السياسي في "إسرائيل".لكنه في الوقت نفسه، يعبر عن ألمه لما وجده من تقصير على المستوى الرسمي تجاه حالة ابنه التي لا تحتمل التأخير.

 

وكالة صفا