رام الله الإخباري
دعا رجل الأعمال الإماراتي، البارز خلف أحمد الحبتور، الدول العربية وإسرائيل، إلى البحث عن اتفاق سلام، يضمن بواقعية حقوق الفلسطينيين، ويمكن الطرفين من مواجهة عدوهم المشترك، إيران.
وقال الحبتور في مقال نشره بموقعه على الانترنت، إن حالة العداء المزمنة بين إسرائيل والعرب يجب تجاوزها كما تجاوزت الولايات المتحدة عداءها لدول مثل اليابان وألمانيا فلا شيء “يستعصي على الحل” بحسب الكاتب.وأضاف الحبتور “حان الوقت لتطبيق استراتيجيات جديدة تتطلب تفكيراً خلاّقاً وشجاعة من مختلف الأفرقاء.. يجب فتح صفحة جديدة.. إنه الوقت المناسب لكتابة فصل جديد يشارك الإسرائيليون والعرب معاً في وضعه”.
وقال الحبتور إنه لم يعد متمسّكاً بالمثاليات كما في السابق، معتبرا أن لا فائدة من الأحلام غير الواقعية في حالة شعبٍ يتوق إلى مكانٍ حيث يستطيع العيش فيه بسلام والنمو والازدهار بكرامة.وتابع: “الحقيقة المؤلمة هي أن المقاومة ضد دولة نووية عسكريتارية لم تؤدِّ سوى إلى رد فعل همجي يشجّع قوة الاحتلال على الإمعان في ممارساتها”.
استشهد الحبتور في سياق حديثه عن ضرورة اتفاق العرب والإسرائيليين، رغم العداء المستحكم بينهم، بكلام رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل اسحاق رابين الذي اغتيل بسب جهود السلام التي بذلها بالاشتراك مع عرفات، حين قال “السلام لا تعقده مع أصدقائك، بل مع أعدائك”.
لماذا الآن؟
وعن السبب الذي جعله يعتقد أن الوقت مناسب قال الحبتور إن وجود ترامب في البيت الأبيض، وهو المعروف بولائه الشديد لإسرائيل سيساعد على السلام، إذ “سيشعر ببهجة عارمة لأنه سيتمكّن من التبجّح بأنه الرئيس الأمريكي الوحيد الذي نجح في التوصل إلى اتفاق”.
وأضاف “كما أن أعداء إسرائيل الألدّاء هم أيضاً أعداء جميع دول الخليج تقريباً وحلفائها العرب، ومن أجل مواجهة تلك التهديدات المتبادلة، يجب قيام تعاون بين البلدان المهدَّدة.. فكما يُقال، “عدو عدوي هو صديقي” في إشارة إلى إيران.
أرضية تاريخية
واستحضر الحبتور، مبادرة السلام العربية، لعام 2002 كأرضية محتملة لاتفاق مقبل، رغم أن إسرائيل لم تتفاعل معها حين طرحها، قائلا إن التوقيت “ربما لم يكن مناسباً في تلك المرحلة”.
وأضاف “الخطوة المنطقية الآن التي يجب أن تقوم بها إسرائيل هي الاعتراف بشرعية التطلّعات الفلسطينية عبر الموافقة على قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، أو في الحد الأدنى، العمل بجدّية وتفانٍ لتطبيق حل الدولة الواحدة.. ينبغي على الطرفَين الإسرائيلي والعربي تقديم ضمانات أمنية مدعومة من الولايات المتحدة”.
وأشار الحبتور إلى بوادر ربما تعبر عن استعداد إسرائيلي لفتح الملف، من قبيل تصريحات لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي إيزنكوت أوضح فيها أن بلاده “جاهزة لتبادل المعلومات الاستخبارية مع الدول العربية المعتدلة على غرار السعودية من أجل ردع طهران”.
وعبر الحبتور عن قناعته بأنه في “غياب رؤية محدّدة لتحسين حياة الفلسطينيين، سوف يولّد توطيد العلاقات مع إسرائل مشاعر متناقضة لدى القادة العرب والشعوب العربية”.
وقال “مما لا شك فيه أن التخلّي عن أرضٍ معظم سكّانها من الفلسطينيين ثمنٌ صغير نسبياً مقابل إرساء سلام دائم مع العالم العربي بكامله تقريباً، الأمر الذي من شأنه أن يحقق منافع اقتصادية وديبلوماسية واجتماعية جمّة للدول المشارِكة كافة.. البديل الوحيد هو قيام دولة واحدة حيث يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون جنباً إلى جنب ويتمتعون بحقوق متساوية”.
فرصة قد لا تتكرر
وشدد الحبتور على ضرورة استغلال الفرصة “التاريخية” قائلا “أودّ أن أذكّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن النافذة نصف المفتوحة التي تتيح فرصةً لإنهاء التشنّجات المستمرة منذ عقود يمكن أن تنغلق بالسرعة التي فُتِحت بها.. هذه الفرصة ظهرت نتيجة التقاء ظروفٍ تفرض على الإسرائيليين والعرب العمل لإحباط المخططات الشائنة التي يحوكها عدوٌّ مشترك”.
وأضاف “سيد نتنياهو، هذه فرصتك الوحيدة لتصنع التاريخ ليس فقط كإسرائيلي محب لوطنه إنما كصانِع سلام، وكرجل قادر على التحلّي بالواقعية بما يصب في مصلحة شعبك وشعوبنا. فلنضع كراهيتنا ومخاوفنا جانباً لنحقّق الحرية لأجيال الفلسطينيين فيما نلحق الهزيمة بمَن يسعون إلى إلحاق الضرر بنا”.
وتابع “أنصحكم، كخطوة أولى، بمقاربة القيادة السعودية والدول الأعضاء الأخرى في مجلس التعاون الخليجي، على غرار الإمارات العربية المتحدة والبحرين، بعزمٍ صادق. إذا فعلتم ذلك، فأنا على يقين من أنكم ستجدون أرضية خصبة يمكن أن تُزرَع فيها بذور السلام الأولى”.
ارام نيوز