رام الله الإخباري
"تحدي الهجرة"، تحت هذا العنوان، كتبت يكاتيرينا كوبالينا، في صحيفة "آر بي كا" عما وصل إليه خبراء الدراسات الاستراتيجية في حديثهم عن التحديات الديمغرافية التي تواجهها روسيا.
وجاء في المقال، الذي نشر الاثنين الماضي أن المجموعة الأولى من المشاكل التي تواجهها روسيا، التي أشار إليها الخبراء، هي نقص السكان في البلاد. فمعطيات بداية العام 2017، تشير إلى أن 146.8 مليون شخص يعيشون في روسيا. وقد بدأ الانخفاض السكاني في العام 1993 واستمر لمدة 14 عاما، ولكن الخبراء يعتبرون أن النمو الإضافي الذي سجلته الأعوام (2009-2016) ضئيل ويعود فقط إلى تدفق المهاجرين.
ويقول المقال، استنادا إلى تقرير الخبراء، بتحد آخر تواجهه روسيا، وهو تقدم السكان بالعمر. ففي العام 2012، بلغ عدد السكان، الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و64 عاما، 95 مليون إنسان. ومنذ ذلك الحين، ينخفض هذا الرقم.وثمة مشكلة أخرى ليست أقل حدة تواجه روسيا- كما يرى الخبراء- وهي نسبة الوفيات المرتفعة. فمع أن معدل الوفيات انخفض في العقد الأخير، إلا أن هذا التراجع لم يأخذ طابعا مستقرا بعد.
ويقول تقرير الخبراء، وفق ما جاء في المقال: "تجربة السنوات الـ 25 الأخيرة، تشير إلى أن الهجرة باتت موردا سكانيا جدّيا. فإذا ما كان عدد سكان روسيا يرتفع الآن، فإنما يتم ذلك بفضل المهاجرين دون سواهم". وحتى حين تراجع عدد السكان، في الأعوام 1993-2008، فإن المهاجرين عوضوا النقص السكاني بنسبة 60 بالمئة، كما يؤكد واضعو التقرير. ففقط بين العامين 1992 و2015، ازداد عدد المهاجرين في روسيا 9 مليون إنسان.
إلى ذلك، فقد بقي دور الهجرة في تعويض النقص السكاني في روسيا موردا أساسيا يخدم المصالح الروسية. ومن أجل تعويض التراجع الحتمي في عدد سكان البلاد، يرى واضعو التقرير حاجة روسيا إلى استقبال ما لا يقل عن نصف مليون مهاجر كل عام.
أما ما يخص الهجرة العكسية، من روسيا، فليس هناك ما يدفع إليها الآن- يقول الخبراء- فهذه الهجرة لا تؤثر جديا على الوضع الديمغرافي في البلاد. إنما يبقى لـ "هجرة الأدمغة" وضع خاص، وهي تعود، غالبا، إلى أسباب اقتصادية وسياسية.
وتختم كوبالينا مقالها بخلاصة ما جاء في تقرير الخبراء، وهو أنه "ينبغي على روسيا جذب المهاجرين، وليس من أجل تغطية نقص مؤقت في سوق العمل، إنما بهدف دمجهم وتحويلهم إلى مواطنين روس حقيقيين، كاملي الحقوق والواجبات".
روسيا اليوم