رام الله الإخباري
"لكل من عرفنا فأحبنا وأحبّ حبّنا، نعلن لكم انفصالنا أنا وطيبة الذكر كريمة الخُلق جميلة القلب الحبيبة ابتهال جمال العصا، بعد أن حال منع الاحتلال والمصريين بيننا".
بهذه الكلمات اختتم الشاب العشريني حسن خالد الهبيل من مدينة غزة علاقته بمخطوبته ابتهال جمال العصا بعد أن باءت كل محاولات الاقتران بالفشل بسبب المنع الذي يفرضه الحصار على كليهما
حسن خالد خرّيج درجة البكالوريوس في جامعة بيرزيت ارتبط بالآنسة ابتهال وهي من سكان مدينة نابلس، ضاربين بعرض الحائط حينها كل مسميات الحصار والاحتلال معلّقين أحلامهم الوَردية بأمل وصول فتاة احلامه لقطاع غزة، ولكن وكما قال المُتنبي تجري الرياح بما لا يشتهي السّفن فحالت بينهما إغلاقات المعابر والرّفض الأمني الذي يُعتبر حجّة من لا حجّة له، وكآن أحلامهم الوردية تناثرت والرّياح.
كلُ مآ مرّ بهؤلاء الخَطيبين لم يُثنيهما عن المحاولة في الوُصول إلى ما وضعاه نصب أعينهم، ولم يقعدوا مكتوفي الأيدي بل نهضوا لمُجابهة الواقع وتحدّي الظٌروف والعقبات وبعد الكثير من المٌحاولات التي ظنّها البعض بأنها لا تُسمن ولا تُغني من جوع وَصلت ابتهال لتنير سماء قلب حسن، ولتٌكمل معه معركتهما الأبدية، بعد 4 سنين عجاف تخللها قرار الانفصال.
18.11.2017 هو يوم تعانقت فيه غزّة ونابلس ليسطروا به تاريخ تحدِ واصرار وكفاح، فقد وصلت مساء أمس ابتهال العصا قطاع غزة مٌستغلة بذلك فتح معبر رفح الاستثنائي بعد إغلاق دام لعدة أشهر مُودعة دمعات رافقتها لسنوات.
ومن جهته عبر حسن عن سعادته بوصول مخطوبته بعد غياب طويل بقوله "وقد يجمع الله الشتيتين بعدما ظنّا كل الظنّ أن لا تلاقيا".وتابع "تعبنا في خطونا، أرهقتنا الحدود والظروف، استنزفت القلوب والأرواح، ولكن في النهاية الحبّ ينتصر، واجتمعت الضفة والقدس وغزة، فالحمد لله أن أقرّ عيوننا وقلوبنا باللقيا بعد طول انتظار".
التَخلي أمر شاق ولكن الإيمان والاصرار عماد لانتصار لا بدّ أن نصنعه بأنفسنا بعدم الاستسلام للظروف والاحتلال والرضوخ للمضايقات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي لقتل الحياة الفلسطينية ومنع التئام الكثير من الأزواج، فحالة الهبيل لم تكن الوحيدة منذ أن وُجد الحصار على قطاع غزة، ولن تكون الأخيرة وبهذا يتوجب علينا أن نفرض انتصارنا ولا ننتظره من أحد.
فلسطين الآن