رام الله الإخباري
يبدو أن الأمثال الشعبية لا تنطبق على الجميع، وقد تكون غير صحيحة أحياناً، وهذا ما حدث مع الطفل محمود (6 سنوات)، فالمثل القائل "ما أغلى من الولد إلا ولد الولد" لم يُصبه.
نظراته المشتتة، روت قصته قبل لسانه، يتنقل بعينيه الصغيرتين بأرجاء الأستديو، يخاف الاقتراب من أي شيء عدا حضن والدته التي أنقذته من بطش جدته من جهة الأب.
قصة لها جذورها المأساوية، فوالدة محمود مُطلقة بعدما وصلت بها الحياة الزوجية إلى طريق مسدود، وبحجة أن زوجها مريض صرع، استطاعت حماتها أن تحرمها كافة حقوقها من مؤخر الطلاق والنفقة لأطفالها.
حكم القانون لوالدة محمود (أ. ز) بحق حضانة طفليها، لكنها لا تعمل، وعائلتها تعيش على مخصصات الشؤون الاجتماعية الخاصة بشقيقتها، ووالدها رجل طاعن بالسن لا يعمل، وعائلة طفليها ترفض الانفاق عليهما، فاضطرت أن تُعيد الطفلين لوالدهما وللجحيم!
حصلت (أ.ز) بعد عناء على إذن لترى طفليها كل أسبوع، وفي كل مرة ترى علامات تعذيب عليهما من حروق وكدمات، ولم تُعر الأمر اهتماماً سوى في المرة الأخيرة.
صُدمت الأم بمنظر ابنها الأكبر محمود، والذي وصل إليها بحالة يُرثى لها، فتوجهت به إلى مركز الشرطة في البداية، وطلبوا منها التوجه إلى المستشفى لفحص الطفل، ووجد الأطباء أن حالته تستدعي البقاء، ليبيت في مجمع الشفاء الطبي لمدة خمس أيام.
توجهت والدة محمود إلى الشرطة مرة أخرى بتقرير المستشفى حول حالة الطفل، لكنهم أخبروها أن العُرف ينص أنه لا يتم استدعاء النساء إلى مركز الشرطة، وأنه لن يتم مُعاقبة حماتها السابقة بحجة أنها جدة الطفل.
دنيا الوطن