رام الله الإخباري
أكدت دراسة جديدة، أعدها "معهد وايزمن للعلوم"، نشرت هذا الأسبوع، أن الخريف الحالي ومواسم الجفاف الثلاثة الأخيرة في البلاد ليست بمحض الصدفة، وإنما هي جزء لا يتجزأ من تغير المنظومة المناخية في العالم كله بسبب الاحترار العالمي، وبالنتيجة فإن البلاد قد تتحول كلها إلى أرض قاحلة.
وبحسب الدراسة، فإن الأمطار "تهرب" من البلاد، وبالنتيجة، وفي غياب استعدادات صحيحة، فإن النصف الشمالي الأخضر من البلاد سيتحول تدريجيا في العقود القادمة إلى قاحل مثل النقب.
وفي مقال نشر في المجلة العلمية "Nature Geoscience"، قالت د. طاليا تمرين، من مجموعة البروفيسور يوحاي كسبي في قسم علوم الكرة الأرضية والكواكب السيارة، إن العواصف الماطرة المعروفة من نشرات الأحوال الجوية تتحرك في أنحاء العالم في مسارات معينة في السنوات الأخيرة بحيث تميل إلى التوجه نحو القطبين.
ومن أجل تفسير هذه الظاهرة، استعانت الباحثة بنموذج رياضي يشرح التيارات الهوائية في الأجواء، واكتشفت أنه إضافة إلى التحرك في مكان نشوء العواصف المتوقع نتيجة الاحترار العالمي، فإن دينامية هذه العواصف نفسها باتجاه الشمال يتوقع أن تزيد من شدتها.
وكتبت أن المبنى الذي يسمح للعاصفة بأن تكبر، هو الذي يحولها بالنتيجة باتجاه الشمال.
وأضافت أنه مع الاحتباس الحراري فإن هذه التيارات الهوائية سوف تشتد، كما سيشتد الانحراف نحو الشمال.
ويقول البروفيسور كسبي إن انحرافا بدرجة أو درجتين في اتجاه تيارات العواصف الماطرة يبدو صغيرا، ولكن تغييرا بنسبة 10% من الدرجة يكون دراميا، حيث أن كل البلاد تتألف من أربع درجات، وإذا تحرك مناخ ديمونا باتجاه بئر السبع فإن ذلك أمر جدي جدا، وكل من يتحرك في شارع "عابر إسرائيل" (6) في منطقة بئر السبع باتجاه الشمال سيمر خلال أقل من ساعة على ثلاث مناطق مناخية.
ويضيف أن معاينة ذلك لا تقتضي أن يكون المرء أكاديميا، إذ يكفي النظر من النافذة لمشاهدة التغيير في النباتات والمناظر الطبيعية. وإذا انتقل مناخ ديمونا إلى بئر السبع، فإن مناخ بئر السبع سينتقل إلى تل أبيب، وهكذا.
وبحسبه، فإن الحديث ليس عن تنبؤات، وإنما عن اتجاه قد تبدى عمليا في العقود الأخيرة.
عرب 48