رام الله الإخباري
كتب المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس” العبرية “عاموس هارئيل”، الحدث الاستراتيجي الأهم هذا الأسبوع ليس تفجير النفق التابع للجهاد الإسلامي على حدود قطاع غزة، بل هو البدء الفعلي بتطبيق اتفاق المصالحة الفلسطيني.
وتابع المحلل الإسرائيلي، رغبة حركة حماس تقديم تنازلات بعيدة المدى من أجل نجاح الاتفاق هي الدليل على أهمية المصالحة بالنسبة لها، وكذلك عدم رد الفصائل الفلسطينية على استشهاد 7 مقاومين في تفجير النفق دليل آخر على ذلك.
ويضيف"الواضح أن تطبيق الاتفاق مسألة بالغة الأهمية لحركة حماس لدرجة إنها استطاعت كبح جماح حركة الجهاد الإسلامي من الرد على تفجير النفق، إلا أن السؤال الذي يشغل بال المؤسسة العسكرية الإسرائيلية هو، هل يستمر كبح جماح حركة الجهاد الإسلامي لفترة زمنية طويلة، أم ستحاول تنفيذ عملية انتقامية على الرغم من إمكانية أن تؤدي مثل هذه العملية لإنهيار اتفاق المصالحة، ولتصعيد مع دولة الاحتلال الإسرائيلي؟."
وعن اتفاق المصالحة قال المحلل العسكري للصحيفة العبرية، الحكومة الإسرائيلية نظرت بعين الشك لاتفاق المصالحة الفلسطينية بسبب مصير الاتفاقات السابقة، وبسبب درجة العداء بين المعسكرين الفلسطينيين.
وعن موقف الرئيس أبو مازن قال، الرئيس أبو مازن تعامل بحذر فيما يتعلق بتنفيذ الاتفاق لدرجة إنه لم يقم برفع العقوبات التي فرضها على قطاع غزة والتي كان منها تقليص كمية الكهرباء لقطاع غزة، وتقليص رواتب موظفي السلطة في القطاع.
وعن وضع حركة حماس قال “هارئيل”، بالنسبة لحركة حماس هناك تغيير ما في سياستها، وأحد الأسباب الضغوطات المصرية على الحركة، وبسبب الأزمة الإستراتيجية التي تعيشها الحركة منذ عملية “الجرف الصامد” في العام 2014.
ومن معالم الأزمة الإستراتيجية تراجع الدعم الخارجي للحركة، إلا أن العامل الرئيسي هو داخلي ونابع من سوء الظروف المعيشية في قطاع غزة حتى أصبحت حماس بحاجة لإنجاز لتقدمه للمواطنين حتى لو كان الثمن تقديم تنازلات عن السيادة، وتخفيف التوتر مع السلطة، وسيكون فتح معبر رفح خطوة مشجعة بعد 11 عاماً موجعة.
وعن إمكانية نجاح اتفاق المصالحة من عدمه قال المحلل الإسرائيلي، حركة حماس أزالت كل الحواجز، وسحبت عناصرها من المعابر لصالح سيطرة السلطة الفلسطينية، رغم ذلك إلا أن إمكانية فشل العملية وارد، والرئيس أبو مازن قد يختار مصالحة سمها المحلل الإسرائيلي بالصغيرة، وهناك من يرى أن الاتفاق كله مجرد حيلة من حركة حماس ضد السلطة الفلسطينية.
الحيلة حسب “هارئيل”، تخلص حركة حماس من أعباء إدارة قطاع غزة، ومن ثم تبدأ بالتدريج السيطرة على مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وفي نهاية الأمر تنتزع السلطة في الضفة الغربية، فكل علامة السؤال هذه لازالت مطروحة.
وختم المحلل الإسرائيلي رؤيته لاتفاق المصالحة وتفجير النفق على حدود قطاع غزة بالقول:
مرور عدة أيام على عدم الرد على أكبر فشل فلسطيني في السنوات الثلاث الأخيرة دليل على أن هناك اعتبارات أخرى أوسع بكثير، ولكن بالنسبة لجيش الاحتلال الإسرائيلي ممنوع عليه المخاطرة والركون لذلك، لهذا السبب الاستنفار على الحدود الجنوبية لازال مستمراً، لكنهم لم يفرضوا محددات معينة على حركة المستوطنين في المنطقة.
مدار نيوز