رام الله الإخباري
قال الرئيس محمود عباس "إنَّ على بريطانيا أن تكفّر عن وعد بلفور ومئة عام من المعاناة التي عاشها الشعب الفلسطيني".وفي مقالة نشرت في صحيفة "الغارديان" البريطانية لمناسبة الذكرى المئوية لوعد بلفور رأى الرئيس عباس، أنَّ هذا الوعد ليس بالحدث الذي ينسى في ظلّ وجود ملايين اللاجئين الفلسطينيين حول العالم فيما يعيش من تمكَّن من البقاء في فلسطين في ظلّ نظام عنصري يتجسد بدولة إسرائيل فضلاً عن السياسات التي يتعرض لها المقدسيون من أجل إجبارهم على مغادرة مدينتهم وحصار أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، الذي تحوّل إلى سجن مفتوح لطالما كان عرضة للتدمير الكامل من قبل القوّة العسكريّة الإسرائيلية.
وأضاف الرئيس: "أنَّ وعد بلفور ليس بالحدث الذي يوجب الاحتفال، قائلاً: "إنَّ إقامة وطن لشعب جاءت على حساب شعب آخر تمَّ تجريده من وطنه ويتعرض للاضطهاد المتواصل".ورأى الرئيس أنَّ بريطانيا تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية وأن الاحتفالات يجب أن تنتظر إلى حين يحصل كل من هم في هذه الأرض على الحرية والكرامة والمساواة.
الرئيس قال إن "التوقيع على وعد بلفور أصبح من الماضي ولا يمكن تغييره لكن من الممكن تصحيحه وهذا يتطلب شجاعة وتواضعاً والاعتراف بأخطاء الماضي واتخاذ خطوات ملموسة لتصحيحها".
ورحّب عباس بخطوة البريطانيين الذين يطالبون حكومتهم باتخاذ مثل هذه الخطوات مشيراً إلى النواب الـ274 الذين صوتوا لمصلحة الاعتراف بدولة فلسطين والآلاف الذين وقعوا على عريضة تطالب الحكومة بالاعتذار عن وعد بلفور والمنظمات غير الحكومية التي تتظاهر في الشارع مدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وشدد الرئيس في مقالته على أنه بالرغم من الرعب الذي عاشه الشعب الفلسطيني خلال القرن الماضي إلا أنه ظل صامداً. وقال "إن حلّ الدولتين الذي دعمناه على مدى الثلاثين عاماً الماضية بدأ يصبح مستحيلاً شيئاً فشيئاً" مؤكداً أنه "طالما يتواصل الاحتفال بإسرائيل وتجري مكافآتها بدلاً من محاسبتها على أساس المعايير الدولية فإن انتهاكات القانون الدولي ستتواصل ولن يكون هناك أي دافع لإنهاء الاحتلال".
وخلص إلى أنه "على إسرائيل وأصدقائها أن يدركوا أن حل الدولتين قد يختفي لكن الشعب الفلسطيني سيبقى هنا" قائلاً "سنواصل الكفاح من أجل حريتنا سواء تحققت هذه الحرية من خلال حلّ الدولتين أو الحقوق المتساوية لكلّ من يسكن في فلسطين التاريخية في نهية المطاف".
وأضاف إن" على الحكومة البريطانية أن تقوم بدورها وتتخذ خطوات ملموسة لإنهاء الاحتلال على أساس القانون الدولي والقرارات الدولية بما فيها القرار الأخير رقم 2334 الصادر عن مجلس الأمن الدولي والاعتراف بدولة فلسطينية على حدود العام 1967 عاصمتها القدس".وتابع "أن هذا هو السبيل الوحيد لإقامة حلّ دائم في الشرق الأوسط لمصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين وبقية المنطقة".
النجاح الاخباري