اتهم وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، روسيا، الجمعة، بمحاولة التستر على استخدام النظام السوري لغاز السارين، قائلاً إن سلوك موسكو يقوض الإجماع الدولي ضد الأسلحة الكيمياوية.وخلص تقرير للأمم المتحدة نشر الخميس إلى أن نظام الأسد مسؤول عن هجوم بالكيمياوي في خان شيخون بسوريا أودى بحياة عشرات الأشخاص في نيسان/إبريل ودفع بالولايات المتحدة لتوجيه ضربة صاروخية للنظام.
كما دعا جونسون المجتمع الدولي إلى محاسبة نظام الأسد، وشن هجوماً حاداً على روسيا التي ساعدت في التوسط لاتفاق أبرم عام 2013 ووافق الأسد بمقتضاه على تدمير مخزون سوريا من الأسلحة الكيمياوية.
وقال جونسون في بيان: "حاولت روسيا مراراً تعطيل الجهود الرامية إلى كشف حقيقة الهجوم في خان شيخون.. واختارت على الدوام التستر على الأسد".وأضاف: "هذا السلوك قطعاً يقوض الإجماع الدولي ضد استخدام الأسلحة الكيمياوية. أدعو روسيا إلى الكف عن التستر على حليفها البغيض وأن تحافظ على تعهدها بضمان عدم استخدام الأسلحة الكيمياوية مرة أخرى".
ودافعت روسيا عن رئيس النظام السوري ضد مزاعم أميركية بأن قواته نفذت الهجوم وقالت إنه لا يوجد أي دليل على ذلك. وذكرت روسيا أن الأسلحة الكيمياوية التي قتلت مدنيين هي أسلحة تخص المسلحين وليس نظام الأسد.
من جانبه، نفى النظام السوري مراراً استخدامها للأسلحة الكيمياوية خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أعوام. وتدعم موسكو قوات النظام ضد المعارضة.
وكانت الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي، ومنها روسيا، قد وافقت عام 2015 على وضع آلية للتحقيق في الهجمات بالأسلحة الكيمياوية وجددت في عام 2016 تفويض تلك الآلية لمدة عام آخر.
كما ينتهي التفويض في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. واستخدمت روسيا الثلاثاء حق النقض لرفض اقتراح بتمديد التفويض مرة أخرى.من جهته، قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن بلاده ستنظر في تمديد التفويض بعد مناقشة تقرير الأمم المتحدة الذي صدر
الخميس .وتأتي تصريحات جونسون بعد أسابيع من إعلان وزارة خارجيته بأنه سيسافر إلى موسكو في وقت لاحق هذا العام لمناقشة قضايا أمنية دولية.
وسبق أن وصف جونسون العلاقات الدبلوماسية مع موسكو بأنها "صعبة"، لكنه قال إن الحكومة البريطانية تحافظ على سياسة الحوار مع روسيا "لتعزيز المصالح المتبادلة حيثما وجدت".وألغى جونسون، في نيسان/إبريل الماضي وفي أعقاب الهجوم بغاز السارين، ما كانت ستصبح أول زيارة لموسكو يقوم بها وزير خارجية بريطاني منذ خمسة أعوام.