رام الله الإخباري
"انقاذ حياة البشر أهم من الأرض" هي الفتوى التي اشتقها الحاخام الإسرائيلي الشرقي الأكبر "عوفاديا يوسف" من التوراة اليهودية، وهي التي اعتبرت فيما بعد المدخل الديني الذي مكن حركة شاس الدينية من الانضمام الى حكومة رابين بعد توقيعها اتفاق أوسلو في العام 1993 والذي تضمن الإنسحاب من أراضٍ تسيطر عليها إسرائيل بقوة الاحتلال.
أحيت حركة شاس يوم أمس الأحد الذكرى الرابعة لوفاة الأب الروحي لها وللطائفة السفارادية الشرقية حيث ألقى الحاخام يتسحاق يوسف (ابن عوفاديا يوسف ووريثه كمرجعية دينية وروحية لحركة شاس ولليهود الشرقين وكونه الحاخام الأكبر للطائفة في إسرائيل) كلمة تأبينيه قال فيها إن فتوى والده خدمت الظروف والمرحلة التاريخية التي كانت تمر بها إسرائيل والتي اعتبر فيها "التنازل" عن الأرض ضرورة لإنقاذ حياة البشر وهي مرحلة سادت فيها الآمال بإمكانية التوصل الى السلام.
يوسف هاجم المصالحة الفلسطينية الداخلية واعتبر أنه لا أمل في السلام وبالتالي فهذه الفتوى لم يعد لها ما يبررها ملقيا اللوم على الفلسطينيينمراقبون ومحللون إسرائيليون اعتبروا أن الفتوى الجديدة مؤشر على قوة الأفكار اليمينية وهيمنتها وكونها تلقى رواج لدى جمهور الناخبين، وهو ما دفع شاس للعودة إلى خطابها اليميني الذي بهت في فترة رابين ةفي الفترة التي تليها، خصوصا في ظل خروج إيلي يشاي الذي ترأس الحركة في فتر سجن زعيمها ومؤسسها أريه درعي وتأسيسه حزب جديد يحمل أفكار يمينية متطرفة جدا، معتبرين أن هذا التراجع يأتي في سياق المنافسة الداخلية بين أريه درعي وايلي يشاي.
يذكر أن رئيس حزب العمل المنتخب آفي جباي أطلق هو الاخر تصريحات تغازل الجمهور اليميني وتعتبر تراجعا عن مواقف الحزب التقليدية تجاه عملية السلام.
صحيفة الحدث