رام الله الإخباري
يُعتبر موسم الزيت والزيتون في فلسطين ، مناسبة سنوية تقليدية للفرح والبهجة، يروي العربي الفلسطيني فيها حكايات عشقه وتمسكه بأرضه وزيتونه للأجيال الصاعدة.
وتعتبر شجرة الزيتون رمزا للصمود والبقاء والتحدي، تضرب جذورها عميقة في الأرض، كأصحابها الأصلانيين، أصحاب هذه الأرض.ويُعزز هذا الموسم الروابط الاجتماعية ويقوي أواصر التكافل والتعاون بين الناس خاصة في معاصر الزيت وكروم الزيتون، حيث يلتقي الجميع ويتعاونون على قطف ثمار الزيتون وعصرها.
الزيتون الصوري الأكثر شعبية
لأشجار الزيتون ميزات تختلف بين صنف وآخر، ولا زال الزيتون الصوري الصنف الأكثر شعبية في منطقة الجليل، لقدرته على التكيف مع ظروف الطقس وصموده لمئات السنين، إضافة لجودة زيته، ويختلف افتتاح الموسم بين بلدة وأخرى إذ يبدأ الناس بقطف ثمار الزيتون منذ الفاتح من تشرين الأول/ أكتوبر ولغاية منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر.
جودة الزيت
قال عدد من الفلاحين إن "اكتشاف زيت الزيتون النقي يعتمد بالأساس على المذاق، وهي الطريقة الأمثل للمحترفين في تذوق الزيت، أما المبتدئين فيقدم لهم خبراء الزيت نصيحة من ذهب، وهي تناول كوب من زيت الزيتون وإدخاله في الثلاجة لمدة 15 دقيقة، فإن تخثر في هذا الوقت فهو زيت زيتون صاف".
وحذروا من "انتشار طرق الغش في الزيت التي لا يكتشفها المتذوق المبتدئ، أما وصية الوصايا فهي حفظ الزيت في صفائح من الحديد وليس في "غالونات" البلاستيك، وحفظه في مكان مظلم وبارد لكي يحافظ على جودته".
وقال الخبير في زيت الزيتون، المزارع لطفي طربيه، من مدينة سخنين بالدخل المحتل لموقع 48 الاخباري " إن "الموسم هذا العام يعتبر متوسطا، ونأمل أن تعوض نسب الإنتاج كميات الحمل القليلة نسبيا، فكما هو معروف عندما يكون حمل الزيتون كثيفا فإن الإنتاج يكون قليلا".وأضاف أن "الأهم من ذلك أن موسم الزيتون مناسبة للفرح وتجديد الارتباط مع الأرض وشجرة الزيتون التي تشكل رمز ثباتنا في هذا الوطن وتمسكنا به".
وأوضح طربيه أن "الناس تفضل الصنف الصوري من الزيتون، لقدرته على مقاومة الأمراض والتكيف مع ظروف الطقس، إضافة لما ينتجه من نسب زيت عالية تصل إلى 25% على عكس الأصناف الأخرى التي تتراوح ما بين 15% حتى 20% فقط".
جيل اليوم وموسم الزيتون
وعن تجربة العائلة في موسم الزيتون، قال طربيه إن "موسم الزيتون مناسبة اجتماعية رائعة، وهي فرصة للقاء الأهل والأصدقاء والجيران في أراضينا ومعاصر الزيت، والأهم التواصل مع الأرض والشعور بالرابط الذي يجمع الشجرة المباركة مع الأرض، وتوريث هذا الإرث للأجيال الصاعدة، رغم أن جيل اليوم يبتعد عن الأرض والزيتون".
وختم طربيه بالقول إن "موسم الزيتون مناسبة لجمع الأهل والأطفال وحثهم على حب الأرض والوطن والتمسك بهما".وقال ابن سخنين، سليمان غنايم، لـ"عرب 48" إن "الموسم هذا العام جيدا، وتمكن أهمية خاصة بالحفاظ على هذه الشجرة وزراعة الزيتون وهذا التراث والإرث الذي توارثناه أبا عن جد".
وأكد أن "موسم الزيت لا يمكن أن يكون تجاريا عند البعض رغم حرصنا عليه. نحب موسم الزيتون، وهذه النكهة التي نتذوقها في بداية عصر الزيت لا يمكن أن تستبدل بأي نكهة أخرى".
وبدوره، قال محمد خمايسي من قرية كفر كنا " إن "الموسم في بدايته، ونحن نتعجل على شجرة الزيتون لأننا نشتاق إلى موسم الزيتون، ولكنني أعتقد أنه ينبغي علينا انتظار هطول الشتاء الأول لإكساب ثمار الزيتون نسب أعلى من النضوج والزيت".
وقال صاحب معصرة الزيتون في عرابة، بسام سعدي، إن "التوقعات بأن بكون موسم الزيتون هذا العام متوسطا، بعد موسم جيد السنة الماضية".وأوضح أن "هذا يعني ارتفاع أسعار الزيت نسبيا عن العام الماضي، نظرا لكمية الإنتاج القليلة التي تقدر بنحو 50% مقارنة بنسب الإنتاج السنوية".
عرب 48