رام الله الإخباري
لا شك أن العالم يصاب بالإعجاب عندما يتعلق الأمر باليابان، فقد ارتبط اسم هذا البلد في مخيلة الكثيرين بالتميز وإتقان العمل بالخصوص. وتفرض الثقافة اليابانية على المواطنين نظام عمل صارم لدرجة أصبح معها العمل مقدساً، وذلك لأسباب متعددة منها ما هو اقتصادي واجتماعي وحتى نفسي.
وحسب موقع "إنفستوبيديا"، يحتل الاقتصاد الياباني المرتبة الثالثة خلف أمريكا والصين كأقوى اقتصاد على الصعيد العالمي، إذ تمكنت "بلاد الساموراي"، التي لا تتميز بتوفر الموارد الطبيعية، من احتلال هذه المكانة العالمية المتميزة بالاعتماد فقط على العنصر البشري للوصول لهذا النجاح الباهر. بيد أن هذا النجاح ترافقه ظاهرة تدعى في اليابان بـ "الكاروشي".
جذور الظاهرة
"كاروشي" كلمة يابانية تعني الموت من كثرة العمل، وفق ما أشارت إليه جريدة الإندبندنت البريطانية. برزت ظاهرة "كاروشي" نتيجة لثقافة العمل اليابانية الصعبة، وتعود جذورها لسبعينيات القرن الماضي، إذ كانت أجور الموظفين منخفضة، ما دفعهم إلى زيادة ساعات العمل بهدف الحصول على راتب إضافي.
وتوضح الجريدة البريطانية أن سوق العمل الياباني شهد في التسعينيات موجة إعادة هيكلة الشركات، ما دفع بالموظفين إلى زيادة ساعات العمل الإضافية خوفاً من طردهم. وبقيت "ثقافة العمل الإضافي" هذه متجذرة داخل المجتمع الياباني إلى يومنا هذا.
أرقام مقلقة
وأوضح موقع "تيلغراف" البريطاني، نقلاً عن الحكومة اليابانية أن أكثر من 12 في المائة من الشركات في البلاد وضعت أكثر من 100 ساعة إضافية من العمل لموظفيها. وأفاد نفس المصدر أن في السنة الماضية سجلت اليابان أكثر من 2159 حالة انتحار بسبب كثرة العمل داخل أروقة شركات البلاد، فيما سجلت سنة 2014 أكثر من 1456 حالة انتحار لنفس السبب.
حلول ذكية
لمواجهة هذه الظاهرة، اعتمدت الحكومة اليابانية على عدة حلول بهدف إقناع الموظفين بضرورة أخذ أوقات للاستراحة ومغادرة أماكن عملهم في أوقات مبكرة دون القيام بساعات عمل إضافية. ومن هذه الحلول "الجمعة الممتازة"، التي يتم تنظيمها في آخر جمعة من كل شهر. وفي هذا الصدد يشير موقع "كرابي" الياباني إلى أن يوم الجمعة هذا تقام فيه العديد من الفعاليات الموسيقية، على غرار الموسيقى في شوارع المدن وتقديم وجبات الأكل اللذيذة بأسعار مناسبة، بالإضافة إلى تخفيض تذاكر السفر. وتأمل الحكومة من خلال هذه الخطوة في إقناع الموظفين بأهمية الراحة والترفيه للجسم.
دويتشيه فيليه