احتفلت الجامعة العربية الأمريكية، بتخريج الفوج الثالث من طلبة برنامج ماجستير إدارة الأعمال المشترك مع جامعة إنديانا في ولاية بنسلفانيا الاميركية، حيث نظم الحفل في موقع الجامعة بمدينة رام الله.وافتتح رئيس الجامعة العربية الأمريكية الدكتور علي زيدان أبو زهري، الحفل بكلمة قال فيها، ""عندما استلمت منصبي كرئيس للجامعة قبل عامين، اطلعت على برنامج الماجستير في إدارة الأعمال المشترك مع جامعة انديانا، قرأت العديد من التقارير حول صعوبة البدء بهذا البرنامج، وكيف كان صعبا إقناع الأساتذة من جامعة إنديانا بالقدوم للتدريس في فلسطين، وبأن فلسطين مكان آمن وشعبها لطيف بعكس ما يشاع في وسائل الإعلام، فكان صعبا إقناعهم بالقدوم، وخاصة في وقت الغزو الأخير والصراع في غزة".
وأضاف "تفاجأت وسررت على تأقلم الأساتذة من كلا الجامعتين، والطلبة والإداريين مع الخطط التي يتم وضعها في آخر لحظات، وفي الوقت نفسه سعدت بالإيجابيات التي يضيفها هذا البرنامج للشباب الفلسطيني، حيث إنه برنامج معتمد ومتميز ويدرس في فلسطين، ويشارك في تدريس البرنامج 16 محاضرا من جامعة إنديانا، كما أن هذا البرنامج المعترف به دولياً سيمكن الطلبة من الحصول على درجة علمية دون الحاجة لمغادرة بلدهم أو وظائفهم".
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة الجامعة الدكتور يوسف عصفور: "سعادتي في هذا اليوم ذات شقين، فالأول أن أرى هذا الفوج الرائع، يتخرج من برنامج شهد له الجميع، والثاني أن أقف بينكم ليس كرئيس مجلس إدارة الجامعة ولكن كأب لإحدى الخريجات، فابنتي أماني بينكم تنتظر بشوق أن تستلم شهادتها".ووجه الشكر إلى وزير التربية والتعليم العالي الدكتور صبري صيدم، على ما قدمه ويقدمه لتطوير مؤسسات التعليم العالي وأنظمتها، وعلى دعمه المتواصل للجامعة العربية الأمريكية الفتية.
وأضاف، "إيماناً منا بضرورة المساهمة في تطوير القطاع العام والخاص، فإن الجامعة تتواصل مع مؤسسات الدولة والشركات، وتقدم منحا دراسية لموظفي هذه القطاعات لتطوير قدراتهم ومهاراتهم وحسب طبيعة عملهم، ولم يقتصر دور هذا الصرح على تقديم البرامج الأكاديمية، فقد تم انشاء مركز لطب الأسنان هو الأول من نوعه في فلسطين، لمنح درجة الاختصاص في تقويم الأسنان، وسيتبعه قريباً وبإذن الله تخصصات أخرى.وتابع عصفور: "كذلك أنشأنا مختبراً طبياً حديثاً ومركزاً لحل النزاع، وقريباً سنبدأ بإنشاء مكتبة ضخمة تخدم الجامعة والمجتمع، مجهزة بأحدث التقنيات لتوفير الكتب والدوريات والوثائق الورقية والالكترونية".
من جهته، بارك وزير التربية والتعليم العالي الدكتور صبري صيدم، للجامعة اعتماد أول برنامج دكتوراه على مستوى فلسطين في إدارة الاعمال، والذي سينفذ بالشراكة مع جامعة إنديانا الأميركية. وقال، إن الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة والنوعية في وزارة التربية والتعليم العالي، قد وافقت على منح الجامعة العربية الأمريكية اعتماد هذا البرنامج النوعي في درجة الدكتوراه، بعد استيفاء الجامعة لكافة متطلبات الهيئة.
وأضاف أن الطالب الفلسطيني عندما يحقق الإنجاز والمعرفة، نشعر جميعاً بالانتصار، وأن الأمم التي ليس لها تاريخ أمم حزينة، وما دمنا كفلسطينيين نملك التاريخ في هذا الجزء من العالم، فإننا محظوظون في مسيرة التطور المستمر في نظامنا التعليمي.
وأوضح أن وزارة التربية والتعليم العالي تسعى لتحقيق التعليم النوعي الذي يلبي رغبات وطموح أبناء شعبنا.اما المتحدث الرئيسي في الحفل رجل الأعمال طلال ناصر الدين فقال، "إنه لمن الشرف أن أكون بينكم اليوم وأبارك لكم في تخرجكم هذا، وباسمكم وباسم عائلاتكم أشكر الجامعة على حفل التخريج هذا".
وعرض ناصر الدين قصة نجاحه عندما اتخذ قرارا في اكمال مسيرته المهنية والتميز في عمله، موجها النصح للخريجين وقال: "عليكم التفكير جيدا لاتخاذ القرار الصحيح والاستعداد للتغيير"، مؤكدا أن النجاح لا يولد مع الشخص، وإنما يأتي من خلال العمل الدؤوب والمحاولات المستمرة.وقال "أقف أمامكم بتواضع اليوم كمثال للنجاح بعد العمل بجد واجتهاد، حيث بعد 7 أعوام من العمل بجد في شركة بيرزيت للأدوية نحن الآن نقود السوق في هذا المجال، حيث كان علينا أن نتقبل التحديات ونعمل عليها، وأنا شخصياً بدأت من الصفر وصعدت للقمة حيث كان علي أن أضع نفسي مكان كل موظف في الشركة وأفهم وجهات نظرهم حتى أتمكن من حل المشاكل المختلفة، وهذا ما يجعل من الشخص ناجحاً في عمله".
وقال رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية الأمريكية الدكتور محمد اشتية، إن 93% من خريجي برامج إدارة الاعمال يدرسون التخصص لأسباب شخصية، و86% يدرسون لأسباب مهنية، و4% يدرسون لأسباب مالية، لكن انا على ثقة أن الخريجين هنا يبحثون عن غناء الإنسان الفلسطيني لمواجهة التحديات المفروضة عليه في المستقبل.
وأشار إلى أن البرنامج في الجامعة العربية الأمريكية يختلف عن الآخرين، لتنوعه في النشاط والخبرة، وكافة طلبته جاؤوا من سوق العمل، وخلطوا بين الحقل العملي والحقل الأكاديمي، ونقدم تعليما يجعل الإنسان يفكر وليس تعليم حقائق الأمور، وزرعنا في خريجينا ميزة التنافس مع الآخرين، وإذا لم توجد هذه الميزة فلن يستطيعوا التنافس.
وفي كلمته، نقل عميد كلية ايبرلي لإدارة الاعمال في جامعة انديانا البروفيسور روبرت كامب، تحيات الأساتذة في جامعة انديانا، وثمن ما أعلنه وزير التربية والتعليم العالي الدكتور صبري صيدم عن اعتماد برنامج الدكتوراه في إدارة الأعمال، وأعرب عن استعداد جامعته لتقديم اللازم بما يتعلق في خطط البرنامج وانجاحه.واعتبر أن سبب نجاح البرنامج هو تنفيذ خططه على أكمل وجه.
وفي كلمة الطلبة الخريجين، مي حماد: "نعم لقد تخرجنا، وسنسير اليوم على هذا المسرح حاملين شهاداتنا في حفل التخريج هذا الذي طال انتظاره، ولا يمكن أن ننسى رحلتنا خلال هذا البرنامج، والامتحانات، والأبحاث والمقالات التي قرأناها والدروس التي تعلمناها من مدرسينا ومن زملائنا، والعلاقات والصداقات التي نشأت بيننا".
وأضافت "إحدى ميزات الحياة في فلسطين، أننا تعلمنا كيف نعثر على الجمال المخبأ في التحديات وتقدير الناس المحيطين بنا في حياتنا، وعندما أفكر في زملائي الطلبة فإني أراهم قادة ومبادرين ومحللين ماليين، وأراهم أشخاصا يخلقون كل شيء من لا شيء ويبدعون فيه".وجرى خلال الاحتفال تكريم المستشار الأكاديمي لمجلس إدارة الجامعة العربية الامريكية الدكتور وليد ديب، تقديرا له وامتنانا على جهوده التي بذلها لإنجاح برنامج إدارة الأعمال، وتطوير برنامج الدكتوراه في إدارة الأعمال، وصولا الى الاعتماد.