أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في كلمة اليوم الاحد، أن بغداد هي التي أرغمت الإقليم على إجراء الاستفتاء بعد أن فشلوا بإيجاد حل معها.
وشدد مسعود بارزاني قبل ساعات من بدء الاستفتاء المزمع عقد الاثنين على أن الشراكة مع بغداد انتهت، مشيرا إلى أنه لا توجد شراكة حقيقية في العراق، داعيا الى العيش "كجيران صالحين".
وقال بارزاني: "سعينا كثيرا لمعالجة هذه الأوضاع مع بغداد والمجتمع الدولي، لكن بغداد هي من رفضت قبولنا".وأفاد رئيس الإقليم بأنه قبل عام توجه إلى بغداد للمطالبة بإصلاح الخلل الحاصل في تطبيق مبدأ الشراكة.
وأشار مسعود بارزاني إلى أن التعاون بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة سوف يستمر، واوضح، أن إربيل ستجري مفاوضات مفتوحة مع بغداد بعد الاستفتاء قد تدوم لعام او عامين او لفترة اطول.
وصرح بارزاني قائلا "لن نسمح بنشوب حرب بين العرب والتركمان والأكراد"، مؤكدا أنه سيحافظ على علاقة الأخوة بين المكونات الثلاث.وأكد بارزاني على "رغبته في استمرار علاقات الصداقة مع دول الجوار"، وقال "سنلتزم بمبادئ القوانين والمواثيق الدولية".
وأضاف بارزاني لقد "أخبرنا جميع الأطراف برغبتنا في إجراء الاستفتاء سابقًا لأننا فقدنا الأمل في استمرار البقاء مع العراق".
واستذكر البارزاني ذكري الانفال والقصف الكيماوي لحشد للاستفتاء، قائلا أن" الكرد تعرضوا قبل عام 2003 لعمليات الأنفال والتهجير والإعدام والقصف بالكيماوي"، مضيفا أنه لولا شعب كردستان لما تم إقرار الدستور الحالي الذي رفضته أربع محافظات عراقية.
وفي ذات السياق حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من أن بغداد "لن تسمح بفرض الأمر الواقع بالقوة في إقليم كردستان" ويتوعد بالرد على اجراء الاستفتاء.
واتهم العبادي المسؤولين في إقليم كردستان بإجراء الاستفتاء على الاستقلال "للتغطية على خلافات داخلية وقضايا فساد تعصف بالإقليم"، فيما اعتبر أن مشاكل الإقليم "ستتفاقم، في الوقت الذي سيفتقد الإقليم لأي دعم أو مساندة لا من الدول المجاورة ولا من المجتمع الدولي في حال اجراء الاستفتاء".
وقال العبادي "معظم مشاكل إقليم كردستان داخلية وليست مع بغداد، فيما اتهم المسؤولين في الإقليم بفساد إداري، قائلا "أين تذهب أموال النفط في كردستان وهي توازي عائدات ربع نفط العراق ولماذا توقف دفع الرواتب، ولماذا ا لا تدخل عائدات النفط في كردستان في حساب واضح كما يحصل في بغداد".
وأشار العبادي في هذا السياق إلى أن أربيل "تتذرع بالاستقلال لعدم إصدار بيانات عن عائدات النفط، وذلك يجرى بفعل الفساد في الإقليم".ووجه العبادي رسالة الى الأكراد في الإقليم قال لهم فيها إن "الحكومة في بغداد لن تتخلى عن مواطنيها الأكراد"، فيما أعرب عن استغرباه من "دعوات التفرقة والعودة الى عهد الظلام" وفق وصفه، مضيفا أنه "يرفض الدولة الطائفية وكذلك الدولة العنصرية"، مؤكدا أن "العراق سيبقى لكل العراقيين ولن يكون ملكا لأي أحد وأن يتصرف به كما يشاء ودون حساب للعواقب".