رام الله الإخباري
أثار مقطعاً انتشر على صفحات الشبكات الاجتماعية لممرضات تركيات يقمن بتقديم السجائر لمريض عجوز في غرفة العناية المكثفة، جدلاً واسعاً في تركيا بعد أن تناولته العديد من الصحف المحلية.
وظهرت إحدى الممرضات في الفيديو المسجل بكاميرا هاتف محمول، وهي تحاول تمرير سيجارة لمسن يرقد في غرفة العناية المركزة بطريقة وصفتها صحيفة حرييت - التي نقلت الخبر - بـ "الساخرة"، وسط ضحكات زميلاتها اللواتي حاولن استفزاز المريض بأسئلة حول اذا ما كان يدخن سابقاً، قبل أن يغضب المسن ويلقي بالسيجارة على الأرض.
وبعد انتشار المقطع، أكدت إدارة المستشفى الخاص الذي وقعت فيه الحادثة، أن الفتيات اللواتي سجلن المقطع، ممرضات متدربات في المستشفى ولا يعملن فيه بشكل رسمي، معلنة فتح تحقيقا بالحادثة.
وعادت صحيفة حرييت لتكشف في خبر منفصل أنها توصلت لهوية المسن الذي ظهر في المقطع، حيث تبين أنه يدعى مصطفى سوزار وقد توفي خلال شهر أغسطس/آب 2017، عن عمر ناهز 85 عاماً، وأن عائلته تستعد للتوجه للمحكمة لمقاضاة إدارة المستشفى بعد ظهور وانتشار المقطع.
وتأتي هذه الحادثة بعد أشهر قليلة على وقوع حوادث مشابهة كان اخرها قيام بعض الممرضات في مستشفى آخر، بالتقاط صور السيلفي مع مريض يجري عملية جراحية ونشرها على مواقع التواصل الخاصة بهن، وهو ما أغضب العديد من الأتراك آنذاك وأدى لتدخل السلطات التركية التي حققت في الحادثة.
وتحارب تركيا ظاهرة التدخين المنتشرة في البلاد بقوة، إذ أقر البرلمان خلال السنوات الماضية قوانين تحظر التدخين في الأماكن العامة.
وداهمت الشرطة التركية مؤخراً حفلاً شارك فيه قرابة 800 شخص للتعريف وبيع السيجارة الإلكترونية في مدينة إسطنبول، واعتقلت السلطات القائمين على الحفل وعدد من المشاركين مجددة تحذيرها لكل من يروج للسيجارة في البلاد.
ويشارك الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في حملات مكافحة التدخين من خلال حث المواطنين والعاملين في مكتبه على إيقاف التدخين محذراً إياهم من مخاطره.
وبحسب صحيفة "يني شفق" التركية، أثناء حديث أردوغان مع الفريق الصحفي المرافق له على متن الطائرة الرئاسية المتجهة إلى باكستان يوم 28 فبراير/ شباط 2017، كانت المذيعة الشهيرة نازلا تشيلك من ضمنهم، حينما لاحظ الرئيس وجود علبة سجائر لدى الحاصلة على جائزة أفضل مذيعة تركية لعام2016.
أخذ أردوغان العلبة ووضعها على يدها، وطلب منها وعداً بالإقلاع عن التدخين، حفاظاً على صحتها، ولم يكتفِ بالوعد، بل طلب منها تعهداً مكتوباً، كتبت فيه "أنا أقلعت عن التدخين"، مرفق بتاريخ اليوم، واسمها، وكذلك توقيعها.
ويحارب الرئيس أردوغان التدخين، ويجبر جميع من يقابلهم سواء في الشوارع أو الأسواق وحتى بالمساجد على الإقلاع عنه، حيث يأخذ منهم تعهداً مكتوباً بعدم العودة له مرفقاً بالتاريخ.
ووصلت نسبة التدخين في صفوف الرجال الاتراك لأكثر من 41%، في حين بلغت 13%في صفوف النساء، وفقاً لبحث اجرته مجموعة لمكافحة التدخين تابعة لجامعة أنقرة مطلع العام 2017.
هاف بوست عربي