رام الله الإخباري
على غير العادة احتضنت البلدة القديمة في الخليل، اليوم التسويقي للعنب الفلسطيني، خلافا للمهرجانات السابقة التي كانت تقام في أماكن مختلفة خارج بلدة الخليل العتيقة.
إقامة يوم تسويقي أمام الحجارة الوردية وبالقرب من القناطر المنتشرة بالبلدة القديمة، أضافت نكهة خاصة للعنب الخليلي الذي يمتاز بشهرته العالمية.في منطقة الزاهد، وبالتحديد قنطرة الشبلي، على بعد أمتار من البؤرة الاستيطانية المعروفة بــ "بيت رومانو"، تعالت أنغام الأغنية التي تميز عنب الخليل، وردد المتسوقون:
"الشهد في عنب الخليل ... وعيون ماء سلسبيل
هي إرث جيل بعد جيل وكفاح تاريخ طويل"
هدف اليوم التسويقي للعنب جاء لدعم البلدة القديمة التي تئن من حمى الاستيطان، والتي كان آخرها قرار إنشاء سلطة بلدية خاصة بالمستوطنين، فضلا لأهداف أخرى أهمها تعريف العالم بأن هذا البلد له تراثه وتاريخه ومنتجاته التي تعبر عن ارتباط التاريخ الفلسطيني بجذور منتجاته من العنب والزيتون، وما يجود به التراب الفلسطيني، بعطاء أبنائه المزارعين المتشبثين بأرضهم رغم كل إجراءات الاحتلال القمعية والتعسفية.
وازدان المعرض بألوان العنب الحلواني والدابوقي، والبيروتي، والزيني وغيرها من الأصناف، بالإضافة إلى منتجات العنب من الزبيب، والدبس، والملبن، وخل العنب، وبذوره، وعبوات أوراق العنب المحفوظة، ومنتجات جديدة مبتكرة تحمل الفوائد الطبية والصحية لهذه المنتوجات.
وقال وزير الزراعة سفيان سلطان، إن محصول العنب محصول نفتخر به على مر العصور ومنذ الأزل إلى اليوم وفي المستقبل، فالعنب محصول من أهم محاصيل الفاكهة في فلسطين بل في العالم، ويأتي في المرتبة الثانية بعد محاصيل الفاكهة، وفي فلسطين يأتي في المرتبة الثانية بعد الزيتون، وهو المحصول الرئيسي الذي تعتمد عليه آلاف الأسر في حياته.
وأشار إلى أن وزارة الزراعة تسخر كل إمكانياتها لدعم القطاع الزراعي وتعزز صمود المزارعين في كرومهم وحقولهم واستصلاح أراضيهم وحفر آبار وغيرها من المشاريع.
من جانبه، أكد محافظ الخليل كامل حميد، أن هذا المهرجان رد على كل الخطوات الإسرائيلية. وبين أن الخليل مدينة حرفية عالمية وهي على قائمة "اليونسكو" العالمي. وأضاف أن المعرض يقدم كل الصناعات اليدوية والتقليدية والتاريخية والتراثية لكنها جميعها بطعم الشهد، بطعم العنب الخليلي، والتي تقول إن لدينا تقاليد ولدينا مقدسات، والخليل ستبقى فلسطينية، ولن تستطع أي قرارات استيطانية أو سياسية أو التفافية من تغيير ذلك.
خالد غزالي عرض عنب بيت عينون، البيتوني، والحلواني، والدابوقي. وبين أن منتج العنب هذا العام قليل بالنسبة للعام الماضي، كما أن الأسعار قليلة أيضا، حيث إن سعر كيلو العنب الدابوقي بالجملة ثلاثة شواكل والحلواني خمسة شواكل.محمود رشيد مندوب تسويق في مجال التمور، عرض تمورا من أريحا، وشرح حول أنواعها التي أشهرها "المجول"، الذي يتميز بطراوته وحجمه الكبير وحلاوته.
أما سعدية زعرور من بلدة حلحول في محافظة الخليل فقدمت سلطة البندورة الجاهزة في معلبات زجاجية محفوظة لحين الاستعمال، بالإضافة إلى عصير البندورة البلدية المبسترة، والزعتر الجاف، والملبن، والزبيب، ومخلل الحصرم من العنب.
مديرة جمعية التوفير والتسليف سوسن الشلالفة، أشارت إلى أن للجمعية 13 فرعا في بلدات محافظة الخليل، وأن الجمعية تسوق منتجات النساء من المنتوجات الزراعية والحيوانية الموسمية من منتجات العنب مثل الملبن والدبس وعين طبيخ والقطين ومخلل الحصرم، والنباتات الطبية المجففة.
وبينت أن الفائدة تعود للنساء العاملات والمزارعات، حيث يباع، مثلا، كيلو الدبس ب35 شيكلا.وأضافت أن المشاريع القادمة هي نواة مصنع لكل منتجات النساء مزود بأجهزة بسترة ومجففات، حيث تستفيد 70 عضوة على مستوى المحافظة من خدمات الجمعية على مدار العام.وشارك المواطن نور ارزيق من محافظة قلقيلية بمنتج الجوافة. وبين أن مشاركته في المعرض لدعم المزارعين والبلدة القديمة بالخليل.
وكالة وفا