رام الله الإخباري
بعد أيام معدودة من استقالته من منصبه كمدير لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تم تحويل مبلغ مالي يزيد عن نصف مليون شيكل إلى حساب آري هارو، من قبل ملياردير يهودي.
وتبين أنه تم تحويل هذه الأموال إلى حساب شركة أقامها هارو قبل يومين، وذلك بهدف مساعدة الملياردير في تدبر شؤونه في مكتب رئيس الحكومة. وعندما أدرك الملياردير أن هارو لم يقدم المطلوب، طالبه بإعادة الأموال، مدعيا أن الحديث عن قرض مالي.
وبحسب تقرير نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الخميس، فإن تفاصيل هذه القصة التي وصلت إلى الشرطة حصلت في مطلع العام 2010. وكان هارو قد أشغل قبل ذلك بسنتين مديرا لمكتب رئيس المعارضة في حينه، بنيامين نتنياهو، مستبدلا أييليت شاكيد.وفي العام 2009، وعند انتخاب نتنياهو رئيسا للحكومة، واصل هارو العمل في مكتب رئيس الحكومة.وفي بيان صدر إلى وسائل الإعلام بتاريخ 11 آذار/مارس من العام 2010، قال هارو إنه اضطر لمغادرة منصبه بسبب المرض. يذكر هنا أنه في آذار/مارس من العام 2014 عاد هارو إلى جانب نتنياهو وعين رئيسا لطاقم الموظفين في مكتب رئيس الحكومة.
وأضاف التقرير، أنه بعد استقالة هارو من منصبه، أقام شركة باسم "أتش 3 غلوبال"، التي قدمت خدمات استشارة لدول ومؤسسات دولية. وتم تسجيل الشركة لدى مسجل الشركات في السادس من نيسان/أبريل من العام 2010. وبعد يومين، دخل إلى حساب الشركة مبلغ 545,189 شيكل، أي ما يعادل 125 ألف دولار. وفي مقاصة ضريبية (فاتورة) أرسلت إلى الملياردير اليهودي في الثامن من الشهر نفسه جاء أن المبلغ كان بهدف الحصول على خدمات استشارة.
ونقل التقرير عن مصادر مطلعة على القضية، أن العلاقة مع الملياردير قد نشأت بينما كان هارو في منصب رسمي في مكتب رئيس الحكومة، وقبل إقامة شركة "أتش 3 غلوبال". وقالت المصادر إن العلاقة كانت تهدف إلى تطوير العلاقات في مكتب رئيس الحكومة لصالح ذلك الشخص.
وأضافت المصادر أن هارو هو الذي طلب تحويل هذه الأموال بعد أن يستقيل من منصبه. ويتضح من المراسلات بين الطرفين، أن هارو طلب من الملياردير تحويل الأموال إلى حساب الشركة في بنك "مزراحي طفاحوت"، بعد يومين من إقامة الشركة. وتم ذلك فعلا.
وجاء أنه عندما أدرك الملياردير أن هارو لا يقدم له الخدمات التي طلبها، طالبه بإعادة الأموال التي قدمها لها بداعي أن الحديث عن قرض مالي فقط. وردا على ذلك، بعث هارو إلى الملياردير مقاصة يعود تاريخها إلى الثامن من نيسان/أبريل من العام 2010، كتب فيها أن مبلغ 125 ألف دولار كان مقابل تقديم استشارة.
وتثير هذه القضية جملة من التساؤلات، أبرزها كيف سيفسر هارو للمحققين المبلغ المالي الذي حصل عليه مقابل تقديم استشارة بعد يومين فقط من خروجه من مكتب نتنياهو، وهل كان المبلغ فعلا بهدف الدفع تحقيق مصالح في مكتب رئيس الحكومة كما يدعي مقربون من الملياردير، وما هي نوعية الاستشارة التي قدمها هارو أو تعهد بتقديمها للملياردير مقابل المبلغ الذي تم تحويله، وهل يوجد وثائق تؤكد مضامين الاستشارة التي قدمها هارو قبل أن يحصل على الأموال.
تجدر الإشارة إلى أن شركة "أتش 3 غلوبال" هي الشركة التي كانت في صلب تحقيقات الشرطة مع هارو. وفي إطار تسوية تعارض المصالح التي وقع عليها هارو، قبيل تسلمه منصب رئيس طاقم الموظفين في مكتب رئيس الحكومة، تعهد ببيع الشركة. ولكن نتائج التحقيق بينت أن بيع الشركة كان ظاهريا فقط، حيث واصل هارو جني الأرباح من الشركة والدفع بمصالحها خلال إشغاله لمهام منصبه الرسمي.يشار أيضا إلى أن هارو وقع الشهر الماضي على اتفاق "شاهد ملك" مع الشرطة في الملف الذي يطلق عليه "الملف 1000"، و"الملف 2000". وفي إطار هذا الاتفاق توجه له تهمة "خيانة الأمانة" ويعاقب بخدمة الجمهور مدة ستة شهور، ودفع غرامة مالية بقيمة 700 ألف شيكل.
عرب 48