عيسى القواسمي.. روائي يوثق الحياة اليومية للمقدسيين

عيسى القواسمي.. روائي يوثق الحياة اليومية للمقدسيين

رام الله الإخباري

لم يغب يوماً عن المسجد الأقصى المبارك، كان دائم التواجد في ساحات الأقصى يوثق الحياة اليومية هناك، ويرصد انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي بحق المقدسيين.

خلال 14 يوماً لم ينفك الروائي المقدسي عيسى قواسمي عن باحات الاعتصام عند باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى، وركز في تغطيته على القصص الخاصة، حيث يرى أن الإعلام يهتم بالأحداث بشكل عام أكثر من اهتمامته بشكل خاص، ويرى أن الإعلام "يجهل" التفاصيل الدقيقة لما في داخل القدس القديمة من أسوار وزقاق وبوابات.
21106411_1917967928220370_1801065764519592434_n

"الحراك بالأقصى انقسم لمنطقتين منطقة داخل سور باب الاسباط وحراك خارجه واعتصام اخر لا مركزي في باب حطة, وثقت أوضاع المرابطين خلال 14 يوم, بعض الصور التي نشرتها كنت اعلق عليها بلغة عربية فصحى والبعض الاخر لم يكن باستطاعتي إلا أن اعلق عليها باللغة العامية".

عيسى القواسمي, مواليد باب السلسلة, يعمل في خياطة الملابس، تخرج بتخصص خدمة اجتماعية من جامعة بيت لحم، عاش في منطقة باب السلسلة بالقدس حتى السابعة من عمره، حين هدم الاحتلال منزل عائلته مع حي باب المغاربة بالكامل في العاشر من يونيو/ حزيران عام 1967، حيث هجروا قسراً إلى وادي الجوز الذي يعيش فيه منذ ذلك الوقت.

21272486_1926153097401853_3189844772640439066_n

بدأ عيسى الكتابة خلال انتفاضة الحجارة عام 1987، وأصدر أول رواية"همس الظلال" تحدث فيها عن الانتفاضة، كانت الرواية تتحدث عن إسقاط الشبان من قبل المخابرات الاسرائيلية من لم يجدوا فرصة للدراسة ويتجهون إلى سوق العمل الاسرائيلي وهكذا يتم اسقاطهم, حيث لم يكن لهم هوية اومرجعية وطنية في تلك الفترة.

أصدر الرواية الثانية بعنوان "الشغف" عام 2008, ثم الثالثة عام 2009 بعنوان "النزوح نحو القمر" ثم الثالثة بعنوان "من الشاطئ البعيد" عام 2011 ، وتتحدث هذه الرواية عن فيلسوف فلسطيني درس في تشيلي تخصص الفلسفة ثم عاد بعد اوسل، وحاول أن يطبق المدينة الفاضلة لكنه فشل.

"يعيش بطل رواية النزوح نحو القمر الآن في مخيم قلنديا استشهد ابنه وهو أصيب بالسرطان اصبح الان شبه معدم, أيضاً تتحدث الرواية عن قصة عائلة فلسطينية تشردت من يافا عام 1948, حيث استشهدت الأم بقذيفة، كما نزح الاب إلى لبنان عبر قوارب وبقيت له بنتين بيافا, وعثر عليهن بعد 30 سنة".
21192400_1917898214894008_3928126802507330773_n

أما الرواية الخامسة كانت بعنوان"عازفة الناي" تحدث فيها عن أمكنة القدس القديمة من خلال سرد روائي, حيث بدأ عيسى بالتقاط صور ونشرها على صفحته على موقع فيسبوك، ولاقت هذه الصور رواجاً واسعاً، بسبب شوق الفلسطيين للقدس خاصة أهالي الضفة وقطاع غزة والمغتربين الممنوعين من دخولها.

شرع بتطويرنفسه في توثيق الأمكنة بالقدس، حيث استخدم تقنية عالية وطبع الصور على قماش وأقام معارض، وكان أول معرض عام 2015بمركز النشاشيبي بالقدس، ومعرض آخر في مركز الروسيف في بيت لحم، كما أقام معرض على مدار 10 أيام في أربع مخيمات فلسطينية بالأردن.

"حقق المعرض نجاح رائع بسبب شوق الناس للقدس والأهم من الصور الذي كان له تأثير ايضا هو الكلمات والشرح المضاف اليها, فعزز نقص المعلومات لديهم حول الاقصى والقدس".

منذ عام 1967 لم تشهد القدس، حالة التلاحم التي كانت موجودة على مدار 14 يوماً من الاعتصام عند بوابات المسجد الأقصى، الفترة كانت جميلة جداً رغم الألم الذي يعتصر قلوب المعتصمين لبعدهم عن الصلاة في المسجد الأقصى.

"مرجعية الاعتصام كانت من الشارع, كل الافعال والأمور والتصرفات كانت عفوية بدون قرار سياسي لكن من عمق الحب للاقصى تشكل الاعتصام, حتى الناس كانت تأتي مشياً على الأقدام لأن الشوارع كانت مغلقة".

القواسمي تعود خلال أيام الاعتصام على نشر قصص المعتصمين، فالطفلة سما مهلوس 7 سنوات الذي تحول اسمها إلى مريم، كانت معتادة في السابق على الصلاة بالأقصى رفقة والدها وحفظ القرآن، وعندما أغلق الأقصى كانت حاضرة بشكل دائم مع والدها ومشاركة المرابطين رباطهم، ولما أنهت حفظ سورة مريم، طلبت من والدها تغير اسمها إلى مريم وبالفعل حصل ما ترغبه.

مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني بعد يومين من عملية الأقصى والذي نفذها شهداء أم الفحم الثلاثة، والتي نصب الاحتلال حينها البوابات الالكترونية، حينها توجه الشيخ عمر إلى البوابات ليدخل عبرها، إلا أن الشبان القريبين منه قالوا له "بصيرش تدخل من البوابات تصلي لحالك وتتركنا هون فبعد تفكير صغير قرر يرجع ما دخل"، يقول قواسمي الذي التقط صورة للواقعة هذه وكتب تعليق عليها "لا للبوابات"، وبعدها أصبح الشيخ عمر الكسواني رمزاً للاعتصام.

اليوم أصبح التجار يتركون محلاتهم وقت الصلاة لكي يلتحقوا بأدائها في الأقصى، أعداد المصلين في غير صلاة الجمعة ازدات بشكل كبير بالمقارنة مع فترة ما قبل الاعتصام، هذا الاعتصام غير الكثير. يقول القواسمي.

 

الصحفية لينا حامد