رفضت حكومة ميانمار هدنة أعلنها "جيش إنقاذ روهينغا أراكان" (أرسا)، وواصل جيشها استهداف المدنيين في أراكان والفارين باتجاه الحدود مع بنغلاديش، كما انتقل التوتر إلى وسط البلاد إثر مهاجمة عشرات البوذيين لممتلكات المسلمين.وبعد إعلان تنظيم أرسا وقفا أحاديا لإطلاق النار، قال المتحدث باسم زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي على تويتر "ليس لدينا سياسة تفاوض مع الإرهابيين".
وكان التنظيم قد أعلن الأحد أن وقف العمليات العسكرية في شمال ولاية أراكان يبدأ من اليوم نفسه ويستمر شهرا، مناشدا الأطراف العاملة في الإغاثة مساعدة المتضررين بغض النظر عن دينهم أو عرقهم.
ودعت أحزاب ماليزية معارضة حكومة ميانمار إلى التجاوب مع الهدنة، وقال حزب العمل الديمقراطي -الذي يهيمن عليه ذوو الأصول الصينية- إن وقف إطلاق النار يمنح وكالات الإغاثة فرصة للوصول إلى المتضررين، مضيفا أن ممارسات جيش ميانمار تسببت في ظهور تنظيمات مسلحة تدعي تمثيل جميع الروهينغا والدفاع عنهم.
ورغم إعلان "أرسا" للهدنة، أكد ناشطون من الروهينغا وشهود عيان في شمال إقليم أراكان استمرار تعرض قرى المسلمين للحرق، وقال مصدران معنيان بمراقبة الوضع في ميانمار إنه جرى إحراق ما يصل إلى أربعة تجمعات سكنية جديدة في راثيدونغ، لتدمر بذلك كل قرى المسلمين في المنطقة.
كما نددت منظمة العفو الدولية بزرع جيش ميانمار ألغاما برية محظورة دوليا على طول الحدود مع بنغلاديش، مما يشكل تهديدا لمسلمي الروهينغا الفارين من البلاد، وقالت إن "جميع المؤشرات تؤكد أن قوات الأمن في ميانمار تستهدف عن عمد المواقع التي يستخدمها اللاجئون الروهينغا نقاطا للعبور".
في غضون ذلك، قالت شخصيات قيادية مسلمة في ميانمار للجزيرة إن خمسين بوذيا هاجموا محال تجارية للمسلمين في بلدة "تاونغ توين جي" بمقاطعة مَغوي، ولم ترد حتى الآن أنباء عن سقوط ضحايا لكن كثيرا من المسلمين تركوا منازلهم خشية تعرضهم للاعتداء.
ويعد هذا أول انتقال للتوتر والاعتداءات على المسلمين إلى خارج إقليم أراكان منذ بدء العملية العسكرية فيه قبل أكثر من أسبوعين، والتي قتل في ثلاثة أيام منها فقط ما بين ألفين وثلاثة آلاف مسلم، فضلا عن تهجير عشرات الآلاف من منازلهم، بحسب المجلس الأوروبي للروهينغا.