قال الكاتب والدبلوماسي الإسرائيلي زلمان شوفال إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب بات يعلم أن التوصل لصفقة شاملة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي أمر ليس في متناول اليد، مما يعني أنه بدأ يعتاد على واقع ومجريات هذا النزاع.وأوضح الكاتب في مقال بصحيفة معاريف أن ترمب توصل لهذه القناعة من خلال ما يقدمه إليه مبعوثاه إلى الشرق الأوسط صهره جارد كوشنر ومستشاره
جيسون غرينبلت عقب جولاتهما المكوكية إلى المنطقة، ولقائهما بزعمائها من حين لآخر سعيا لإطلاق المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ونقل شوفال -الذي عمل في السابق سفيرا لإسرائيل لدى الولايات المتحدة- عن كوشنر قوله إنه لا يمكن حل هذا النزاع على الأقل في الوقت الراهن.
وقال إن كوشنر تلقى انتقادات بشأن هذه الخلاصة من أطراف عدة، لأن هناك من رأى أن هذا التقييم يقدم صورة تشاؤمية بالنسبة لمستقبل الصراع في المنطقة.
ولكنه أشار إلى أن أبرز الانتقادات التي وجهت لكوشنر جاءت من الدوائر السياسية والدبلوماسية القريبة من إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري ومساعده مارتين إنديك.وقال شوفال إن الطاقم المحيط بترمب قد يكون محقاً في عدم رغبته في العودة للطريق ذاته الذي سلكه كيري وإنديك بين إسرائيل والفلسطينيين، بعد أن تبين لهما متأخرا أنه طريق متعثر.
واعتبر أنه ليس من الممكن حل النزاع طالما لم يطرأ تغيير جوهري في المواقف الفلسطينية التي ترفض التنازل عن حق العودة للاجئين، والاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي.وأوضح أن كل ما يجري في أوساط الجمهور الفلسطيني خاصة عقب أحداث الحرم القدسي الشريف الأخيرة "يؤكد أن الفلسطينيين، جمهورا وقيادات، يرفضون مجرد حق إسرائيل في الوجود".
ويرى أن انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية في الوقت الراهن "يعني بالضرورة الإتيان بالجماعات الإسلامية إلى حدودها، سواء الجماعات السنية كتنظيم القاعدة وحركة حماس، أو الجماعات الشيعية كإيران وحزب الله".وختم بالقول "كل هذا يعني قلب الأمور رأسا على عقب في إسرائيل، مما يؤكد الفرضية السائدة بأن الاحتلال لا يجب أن يغيب عن الوجود إلا بعد تحقيق السلام وليس العكس".