أعلن أمير مكة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل نجاح موسم الحج، وأكد في مؤتمر صحفي أن خادم الحرمين أشرف شخصياً على إنجاح موسم الحج.
وقال: أرادنا الله أن نكون يد الإعمار لهذه الأرض، ونريد أن نتشارك ونتعاون في إعمار الأرض، ونحن نتقبل كل نقد بنّاء، ونحاول أن نطوّر كل شيء.وأضاف: حج هذا العام استثنائي في كل الأمور، من خلال الخدمات المقدمة وتنفيذ الخطط، وسلوك العاملين والمملكة تتخذ إجراءات تطويرية في كل حج.
وتابع: ثقافة الحج وثقافة خدمات الحجاج وثقافة الحاج تطورت بشكل كبير، وأرجو من الإعلاميين نقل رسالة الحجاج وهي رسالة السلام.وأضاف رئيس لجنة الحج المركزية: الإيرانيون مسلمون، وهذه البلاد مفتوحة لجميع المسلمين لأداء الحج والمناسك، ولم نمنع أحداً من أي جهة كانت في العالم عن الحج، والمملكة تقدّم الخدمات لجميع الحجاج دون تمييز.
وتابع: موسم الحج للعبادة فقط، وليس هناك سياحة دينية في المشاعر المقدسة، والمملكة لا تسمح لأحد بأن يتدخل في شؤونها، وهي لا تتدخل في شؤون غيرها، ولا نشجّع أحداً على ذلك.
وقال الأمير خالد الفيصل في رد على سؤال حول أبرز الملفات التي ستناقش من حج هذا العام للحج القادم: هذه الملفات التي ستناقش هي التقارير التي تنقل لنا من قبل العاملين في أرض الميدان خلال موسم الحج ، حيث أنهم هم أقرب من الحدث.
وأضاف: يتم استقبال التقارير من الجهات المختصة التي أسهمت في نجاح هذا الحج للعام الحالي ، وتقديم الخدمة للحجاج والمعتمرين ، كما ستبدأ الدراسة خلال أول اجتماع للجنة الحج المركزية بعد موسم هذا العام مباشرة .
وأردف: المملكة تتخذ إجراءات كل عام لتحديد ولتطوير الخدمات في الحج ولتطوير المشاعر المقدسة ، والحوادث التي وقعت الأعوام الماضية هي من اختصاص الجهات الأمنية وسيتم الإعلان عنها في وقتها .
وأكد أن الحج استثنائي في كل الأمور من الخدمات والطرق التي اتخذت في الخدمة والإدارة وتنفيذ الأوامر والتعليمات والثقافة ، حيث إن ثقافة الحج تطورت من ثقافات حجاج أو ثقافة خدمات سواءً مسؤولين أو حجاج ، كما أن هناك روح تسامح؛ روح إسلامية صحيحة؛ روح محبة وإخلاص.
وخلال تعليقه على الخطة القادمة لتوسيع السياحة الدينية في مكة المكرمة قال الأمير خالد الفيصل: لا يوجد سياحة دينية في مكة المكرمة بل إنها مكان للحج وللعبادة ، حيث إن كل من يقصد بيت الله الحرام هو لأداء الفروض الإسلامية ، والسياحة خارج حدود مكة والمشاعر المقدسة.
وحول الإجراءات التي اتخذتها المملكة تجاه الحجاج الأيرانيين ودعوتهم بتسييس الحج، قال الأمير خالد الفيصل: الإيرانيون مسلمون وهذه البلاد مفتوحة لجميع المسلمين لأداء الحج وأداء المناسك ، ولم نمنع الإيرانيين ولم نمنع أحد من أي جهة كانت في العالم عن أداء مناسكهم أو زيارة الأراضي المقدسة ومكة المكرمة ، فهم مدعوون مثل غيرهم من المسلمين للحج ولزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء فرائضهم ، ولكن نرجو من الجميع أن من يأتي إلى هذه الأماكن أن يأتي للحج وللعبادة فقط، لأن هذه أرض عبادة وأرض لجميع المسلمين ليؤدوا فريضتهم ونسكهم التي فرضها الله عليهم.
وأكد أن المملكة لم تمنع الإيرانيين أو غيرهم ولكن تشترط عليهم أن تكون الزيارة للعبادة فقط وليست للسياسة ، لأن الحج ليس للسياسة فلا تسييس في الحج ، والمملكة ترفض أي استخدام لهذا الوقت ، في هذا المكان لأمر أخرى غير العبادة.
وحول قيام بعض الحجاج الإيرانيين برفع شعارات طائفية وسياسية في المسجد الحرام، أكد أن المملكة لا تسمح بمثل هذه الأمور، ولكن هناك بعض الأشخاص يقومون بمثل هذه الأمور ونتعامل مع ذلك في حينه.
وأفاد أمير منطقة مكة المكرمة بأن هذه البلاد ، المملكة العربية السعودية لا تسمح لأحد أن يتدخل في شؤونها الخاصة وهي كذلك لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى بأي شكل من الأشكال ولكن عندما يأتي الحاج أو الزائر إلى هذه البلاد ، تقدم له المملكة كل المساعدات الممكنة لقضاء حاجاته الإيمانية.وأضاف: نسبة زيادة الحجاج هذا العام بلغت 30 % ، وفي الأعوام القادمة هناك توجه ورؤية للمملكة للارتقاء بمستوى الخدمات للحجاج لتكون دائماً في مستوى الطلب.
وحول ما تقدمه المملكة للحجاج الأحواز من خدمات، قال مستشار خادم الحرمين الشريفين: أؤكد لكم أننا نكن لكم كل المحبة والاحترام بمثل ما تكنونه لنا ، ونبادلكم كل الإخلاص في العمل وفي العبادة لله تعالى وفي الدعوات له بأن الله سبحانه يعينكم على ما أنتم فيه ، ونحن سوف نكون دائماً في خدمتكم في هذه البلاد وفي هذه البلاد المقدسة ، ولكن حدود صلاحيتنا لا تتعدى منطقة مكة المكرمة.
وأضاف: نحن لا نتدخل في شؤون أي بلاد أخرى ولكننا نرحب بكل من زارنا وكل من وصل إلى هذه البلاد المباركة لتقديم كل الإمكانات في الخدمات الممكنة التي يمكن أن نقدمها في متناول أيدينا فمرحبا وسهلا بكم في أي وقت وفرصة تشرفونا فيها.
وفيما يخص تطور شبكة النقل والمبيت في المشاعر المقدسة أفاد "الفيصل" بأن المملكة لا تتدعي الكمال أو الوصول لكل ما تصبوا إليه أو ما ترتضيه للحاج الكريم ضيف الرحمن الذين يأتون في كل عام ، وأنها تقدم كل ما يمكن لخدمة ضيوف الرحمن ، ولأن الزيادة في عدد الحجاج في السنوات الأخيرة كانت أكبر من مما هو متوقع وما يتم الاستعداد له ، حيث كان المبيت في السابق والنقل مريحاً أكثر لأن عدد الحجاج كان بأعداد قليلة جداً عما هم عليه الآن.
وأردف: ستشهد الأعوام القادمة المزيد من المشروعات التطويرية في مجال النقل وغيره ، وكذا فيما يخص المبيت ، وهناك العديد من المشروعات المعدة والجاهزة وهي في لمساتها الأخيرة في وزارة الحج سيتم البدء في تنفيذها والاستفادة منها فور الانتهاء من دراستها وإعدادها ليتم البدء في إنشاء منشآت غير الخيام القائمة حالياً في منى وغيرها من المشاعر.
وقال في معرض إجابته على سؤال عن رده على بعض الأقلام التي هاجمته عقب المؤتمر الذي عقده يوم التروية : نحن لا يهمنا ماذا يقال عنا من الخارج ممن لا يهمه إلا الانتقاد وأما من يناصحنا الأمر ويقدمون إلينا نقداً بناء فنحن نتقبل النقد البناء ، وأهلاً بمن يطلعنا ويشعرنا بعيوبنا لنتلافاها في المستقبل ، أما من أراد أن ينتقد ويتحدث لأمور أخرى فنحن لا نأبه بهذه الأمور أو نرد عليها.
وحول مشروعات الحرم والمشاعر وزيادة عدد الحجاج في السنوات القادمة أكد أمير منطقة مكة المكرمة حرص المملكة على تطوير المنشآت والمرافق وكل ما يقدم للحاج من خدمات في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ، وأن زيادة عدد الحجيح يكون وفق النسب المتفق عليها بين الدول الإسلامية ووفق عدد السكان ونحن نسير وفق هذه النسب.
وأرجع الأمير خالد الفيصل تطوير أعمال الطوافة إلى وزارة الحج والعمرة، إلى كونها الجهة الحكومية المنوط بها التنظيم والترتيب والتنسيق لمثل هذه الأمور، مشيراً إلى حرص الوزارة ووقوفها على ايجابيات وسلبيات المؤسسات بما يخدم المعتمرين والحجاج .
وعدّ المشاركة المجتمعية بصفة عامه أمر مهم لنجاح أي مشروع، مؤكداً أن الحملة الإعلامية "الحج عبادة وسلوك حضاري" أثمرت عن نتائج إيجابية , وتقدم كبير باتجاه رفع وعي وثقافة المجتمع في هذا المجال.
وشدّد على موقف المملكة العربية السعودية الثابت تجاه شعيرة الحج، والنأي بنفسها عن التعامل مع الأصوات الباحثة عن إثارة أي أمر أو إحداث بلبلة حيال هذه الشعيرة والفريضة الدينية التي ينبغي احترامها والعمل على خدمة المسلمين.
وأكد رفض حكومة المملكة القاطع الزج بهذه الفريضة الدينية العظيمة أو استغلالها في أي أمور سياسية أو اقتصادية أو غير ذلك، وعدها مهمة تشُرف بها المملكة ومسؤولية وأمانة يجب الاضطلاع بها بإخلاص واحتساب، بما يضمن للمسلمين أداؤها، براحة وطمأنينة .
وقال: المليونا مسلم الذين تشرفت المملكة بخدمتهم في حج هذا العام 1438هـ هم شهود الله في أرضه على نجاح المملكة العربية السعودية في هذه المهمة، وذلك يرجع إلى توظيف المملكة وتطويع كل إمكاناتها وطاقاتها المادية والبشرية والتقنية لخدمة ضيوف الرحمن وعمارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة .
وحمل أمير منطقة مكة المكرمة الإعلام العالمي بمختلف وسائله وأدواته أمانة نقل رسالة سامية لمليوني حاج وحاجة، مفادها أن الإسلام دين سلام ومحبة وعطاء، وأن كل منتسبٍ لهذا الدين الحنيف يمد يده للجميع ولمن يريد مشاركته إعمار العالم لا هدمه وخرابه.
وحول الميزانية المخصصة لخدمة المشاعر المقدسة والحجيج قال "الفيصل": المملكة لم تعتد على التفاخر والتباهي فيما يتعلق بحجم الأموال التي تضخها وتبذلها مالياً في هذا الشأن، وتتعامل مع هذا الأمر على أنه مبدأ من مبادئها الثابتة الذي لن تحيد عنه، ولو فعلت لتجاوزت بهذه الأرقام كل التوقعات والتكهنات.
وكشف الأمير خالد الفيصل في ختام المؤتمر عن خطة متكاملة لتطوير المشاعر المقدسة، سيعلن عنها في الوقت المناسب، من شأنها استيعاب أعداد أكبر من الحجيج بما في ذلك الخدمات المقدمة .