أصبحت المعايدات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بديلا فعالا وسريعا عن الزيارات العائلية والبرقيات والتلغرافات بين الأقارب والأصدقاء.ومع سماح التطبيقات الحديثة لمواقع التواصل الاجتماعي، بإرسال التهاني "المعايدات" الجماعية، يرى البعض أن هذه التهاني أصبحت تشكل مصدر إزعاج للعديد من مستخدمي هذه التطبيقات، ومصدر تهديد أيضا في بعض الأحيان عندما يتم استخدامها لأهداف خبيثة تتعلق باختراق الحسابات الشخصية.
ويشتكي الكثير من مستخدمي الهواتف الذكية، ووسائل التواصل الاجتماعي، من كثرة التهاني الإلكترونية العامة، مؤكدين أنها مزعجة نظرا لكثرتها، فضلا عن أنها تفتقد إلى روح التواصل الإنساني وتحول المشاعر إلى مجرد نقرة على مفاتيح اللوحات الإلكترونية.
ومع تصاعد الشكوى من استخدام الرسائل الإلكترونية في التهنئة بالأعياد والمناسبات المختلفة، ينصح علماء النفس والاجتماع والمتخصصون في "البروتوكول"، بتجنب إرسال تهنئة موحدة للجميع حتى لا تترك انطباعا سيئا لدى المتلقي، وتعطي شعورا بعدم الاهتمام الشخصي لكل متلقي، وكذلك تجنب إرسال المعايدات الإلكترونية في أوقات غير مناسبة أو في ساعات متأخرة من الليل.
وفي الوقت الذي يتهم فيه البعض وسائل التواصل الاجتماعي بالتأثير السلبي على العلاقات الاجتماعية، والزيارات المتبادلة في المناسبات المختلفة والأعياد، يرى الباحث في علم الاجتماع، حمزاوي عبد الكريم، أن الكثير من الأشخاص يخطئون في الربط المباشر بين التكنولوجيا والعلاقات الاجتماعية قائلا: "التكنولوجيا تعتبر بمثابة الوسيط الذي يلعب دورا في تسريع أو تبطيء العلاقات الاجتماعية، ولذلك يمكن القول إن التكنولوجيا كشفت حقيقة المجتمع".
وتابع: "لاحظنا كباحثين في علم الاجتماع أن ضعف الاحتكاك بين الآباء والأبناء، يؤدي إلى تفكك العائلات لأسر صغيرة على مدار الزمن، وهو ما ينعكس بالسلب على العلاقات الاجتماعية، ويجعلها علاقات سطحية جدا، كشفها بشكل كبير التطور التكنولوجي الذي نشهده في الوقت الحالي".
وفي المقابل، اعتبرت الخبيرة والاستشارية في مجال ثقافة استخدام الإنترنت للأسرة العربية، هناء الرملي، عبارات التهاني والبطاقات المصممة خصيصا لمختلف الأعياد والمناسبات العامة والخاصة، وسيلة رائعة للتآخي والتعبير عن المحبة وتعميق الروابط الاجتماعية.
وقالت في مقال لها بعنوان "التهاني الإلكترونية.. كيف نتعامل معها؟"، أن نشر الفرح والتفاؤل بمناسبة الأعياد سواء بالعبارات المكتوبة أو بالصور، أمر جميل يبعث على الفرح، ويجعلنا نعيش أجواء العيد وبهجته، لكن علينا مراعاة فيما ننشر من صور تعبر عن مظاهر الفرح أو مظاهر البذخ في الاحتفالات وموائد الطعام، أن نتذكر من هم تحت ظروف الحرب والتهجير والقهر، في بلادنا العربية واللاجئين المنتشرين في بقاع الأرض ممن لا يمتلكون أساسيات الحياة وكماليات الرفاهية.