رام الله الإخباري
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يشهد سوق "الحلال الشعبي" شرق نابلس، حركة تجارية ملفتة من قبل التجار والمزارعين والمواطنين الراغبين بشراء الأضاحي استعدادا، لنحرها أيام عيد الأضحى المبارك.محمد كنعان (78 عاما) من بلدة جبع جنوب جنين، وصل بعد صلاة الفجر لسوق "الحلال" جالبا معه عددا من رؤوس المواشي لبيعها مع اقتراب العيد، إلا أن إقبال المواطنين على شراء الأضاحي، ما زال ضعيفا هذا العام، وفق قوله.
منذ خمسين عاما اعتاد كنعان الحضور إلى سوق "الحلال" القريب من مخيم بلاطة، والذي أسس زمن الحكم الأردني للضفة الغربية، قائلا "كل اثنين وخميس يفتح السوق أبوابه، وأحضر لشراء وبيع الأغنام".ويعتبر "سوق الحلال" من الأسواق الشعبية والقديمة في نابلس، وهي مساحة مفتوحة، يشرف عليه باعة يأتون إلى أطراف المدينة من شمال الضفة، حتى جنوبها، لعرض الأبقار، والأغنام، والخيول والحمير، وحتى بعض أنواع الطيور.
ويقول كنعان لمراسل وكالة "وفا": في بلدتي جبع التي يصل سكانها لـ15 ألف نسمة، لم أبع سوى خروفين حتى اليوم، الإقبال ضعيف، لكن تباع كميات للجزارين".ويضيف أن أسعار الأضاحي ما زالت مرتفعة كما العام الماضي، حيث تباع كيلو لحم الخروف قائم بـ6.80 دينار للمواطن، وهي مرتفعة وفقا لمستوى الدخل.
على مقربة من كنعان، كان التاجر رائد أبو دياك (45 عاما) يتفاوض مع أحد المزارعين على شراء ثلاثة رؤوس من الماعز، أن الإقبال على شراء الأضاحي جيد، إلا أن الأسعار أعلى من العام الماضي.
ويضيف أبو دياك الذي قدم للسوق من قرية عطارة جنوب جنين، إنه رغم استيراد كميات من المواشي من الخارج، إلا أن أسعار الأضاحي لم تنخفض عن العام الماضي، بل ما زالت أسعار المواشي المحلية أعلى من المستوردة؛ نظرا لتفوقها في الجودة، والسعر، والشكل.
ويعزو أبو دياك الذي يملك مزرعة في قرية عطارة، تضم مئتي رأس من الأغنام ارتفاع الأسعار، إلى تكبد المزارعين خسائر، بسبب ارتفاع الأعلاف، وارتفاع درجات الحرارة، ونقص الرقابة على الأدوية والأعلاف.
"العام الماضي نفق 70 رأسا من الأغنام في مزرعتي، ولم أتلق أي تعويض من أحد" يتابع أبو دياك.المواطن مهند جناجرة من بلدة "طلوزة"، حضر للسوق لشراء أضحية لوالدته، تحدث بأن الأسعار مرتفعة، وغير مناسبة لدخل الفرد، فشراء خروف يزن 80 كيلوغراما يحتاج على الأقل لـ500 دينار أردني.
ويشير مدير عام التسويق في وزارة الزراعة طارق أبو لبن إلى أن الوزارة منحت هذا العام تسهيلات على إجراءات الاستيراد؛ تمنح للتجار باستيراد كمية معينة من المواشي، دون جمارك، مقابل استيراد كمية مماثلة تدفع جماركها.
ويضيف: سنويا وفق "اتفاقية باريس" الاقتصادية يسمح باستيراد 25 ألف رأس من الأغنام دون جمارك، وتم استيراد قرابة 50 ألف رأس من الماشية، منها 18500 تم استيرادها من الخارج، وإسرائيل، لعيد الأضحى المبارك".
وتحتاج الضفة الغربية خلال عيد الأضحى المبارك ما بين 200-220 ألف رأس من الماشية، و12 ألف عجل، فيما يتوفر في السوق 190 ألف رأس من الماشية، وفق أبو لبن.وينفي أبو لبن وجود مغالاة في أسعار المواشي في السوق الفلسطيني، مؤكدا الاستقرار في الأسعار منذ 18 شهرا، حيث تتراوح أسعار كيلو لحمة الخروف والماعز قائما بين 5.5-6.5 دينارا أردنيا، فيما تباع كيلو لحمة العجل قائم بثلاثة دنانير أردنية.
ويؤكد أن أسعار المواشي في الأسواق من أقصى الجنوب حتى الشمال عادلة، وذلك بناء على متابعة مستمرة من وزارة الزراعة.ويوضح أن المواشي المستوردة يتم متابعتها بما يتناسب مع شروط الأضاحي، حيث يتم طلب شهادة مع كل رأس خروف، يتم استيراده لمعرفة عمره، وخلوه مع الأمراض، وبحيث يتناسب مع الشريعة الإسلامية.
وكالة وفا