قالت صحيفة غارديان إن التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية يمكن أن يفضي إلى نتائج مدمرة للاقتصاد العالمي دون أن يطلق الجانبان رصاصة واحدة في صراع عسكري.وتشير الصحيفة بذلك إلى حرب اقتصادية قد تندلع بين الولايات المتحدة والصين بسبب اختلاف الرؤى تجاه كوريا الشمالية، وما قد ينتج عن ذلك من تأثيرات خطيرة على الاقتصاد العالمي بأكمله.
فإذا وجد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الصين لا تستطيع كبح جماح كوريا الشمالية ورئيسها كيم جونغ أون، فإنه قد يقرر استخدام الأسلحة الاقتصادية المتاحة لواشنطن كما تقول الصحيفة.وقد أوضحت الولايات المتحدة أن بإمكانها فرض رسوم جمركية على منتجات الصلب والألمنيوم الصينية وفرض عقوبات على سرقة الملكية الفكرية. وقد تقرر واشنطن أيضا تصنيف الصين جهة متلاعبة بالعملة، وهو قرار يفتح الباب لعقوبات أخرى وسيدفع الصين حتما إلى الرد.
انفجار الفقاعة
ومع اندلاع هذه الحرب التجارية سيكون الخطر الحقيقي وفقا للصحيفة هو انفجار فقاعة الائتمان داخل الصين، التي تضخمت على مدى سنوات.وتذكر غارديان أن الدرس المستفاد من الأزمة المالية العالمية التي ظهرت بوادرها عام 2007، والتي حلت ذكراها السنوية العاشرة في الأسبوع الماضي، أن كل الفقاعات تنفجر في النهاية.
وقد توسعت الصين في استخدام الائتمان داخل البلاد بعدما تراجع الطلب الخارجي بسبب الأزمة المالية. فقد أفسحت الحكومة المجال للبنوك لإقراض شركات التطوير العقاري وغيرها من الشركات وكذلك لإقراض المستهلكين.
وترى غارديان في تقريرها أن الصين قد تتمكن من احتواء الوضع إذا انفجرت فقاعة الديون، على غرار ما فعلته الدول الغربية في عام 2008 عن طريق إنقاذ البنوك من الانهيار، وخاصة أن البنوك الكبرى في الصين مملوكة للدولة.غير أن الصدمة الاقتصادية التي قد تنتج عن ذلك سيكون أثرها هائلا في الاقتصاد العالمي، ويكفي أن نعرف أنه منذ عام 2008 كانت الصين هي المحرك لأكثر من نصف مقدار النمو في الاقتصاد العالمي.