رام الله الإخباري
في الوقت الذي يرتعد فيه سكان جزيرة غوام الأمريكية في المحيط الهادئ خوفا وهلعا من تنفيذ الزعيم الكوري الشمالي كيم أون تهديده بقصف الجزيرة، في ظل التصعيد المتزايد بين كوريا الشمالية وواشنطن، يأتي رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحاكم الجزيرة وسكانها مفاجئا ومغايرا لحالة الجدية في التهديد الكوري وخطورته .
فقد صرح الرئيس الأمريكي وبعد عبارات الطمأنة في اتصال مع حاكم الجزيرة "إيدي كالفو" وبشكل مثير للدهشة، مخاطبا سكان الجزيرة: "ستصبحون مشهورين. في كل مكان في العالم يتحدثون عن غوام وعنكم. والسياحة، استطيع ان اقول لكم ان السياحة ستتضاعف عشر مرات بدون ان تضطروا لانفاق اي مبلغ، لذلك اهنئكم على ذلك".
وجاء تصريح ترامب الغريب بحسب معلقين ومحللين بينما نشر جهاز الامن الداخلي لغوام على موقعه الالكتروني توجيهات حول التحرك في حال وقوع هجوم نووي.
وقال الجهاز: "توقعوا الا تتمكنوا من مغادرة بيوتكم لـ24 ساعة على الاقل ما لم تصدر تعليمات مخالفة لذلك من السلطات".
وأضاف: "اذا كنت في الخارج لا تحدقوا في اي اضواء خاطفة محتملة او كتل نارية لان ذلك يمكن ان يؤدي الى العمى. اختبئوا وراء كل ما يمكن ان يحميكم. انبطحوا على الارض وغطوا رؤوسكم".
وكان حاكم غوام كالفو نشر السبت على حسابه في موقع فيسبوك تسجيلا لفيديو اتصال هاتفي اجراه مع ترامب الذي اكد فيه ان "القوات الاميركية مستعدة لضمان امن وسلامة سكان غوام".
ورد الحاكم الذي ينتمي الى الحزب الجمهوري والفخور على ما يبدو بهذه المكالمة الهاتفية: "لم اشعر يوما بالامان كما اشعر منذ ان وصلتم الى السلطة".
وهذه الجزيرة الاميركية التي يعيش فيها 160 الف شخص، تقع في الصف الاول من المواجهة الكلامية بين دونالد ترامب والنظام الكوري الشمالي بقيادة كيم جونغ-أون.
وهددت بيونغ يانغ باطلاق صواريخها باتجاه غوام التي تقع على بعد 3300 كيلومتر وتشكل موقعا استراتيجيا متقدما للقوات الاميركية في المحيط الهادئ. ويتمركز في الجزيرة ستة آلاف جندي اميركي في قاعدتين اميركيتين.
وتحدثت كوريا الشمالية خصوصا عن برنامج مفصل لاطلاق اربعة صواريخ باتجاه غوام تمر فوق اليابان.
واخيرا وفي ختام مكالمته مع حاكم غوام، برر ترامب استراتيجيته تصعيد الهجمات الكلامية على كيم جونغ-أون.
وقال ان الزعيم الكوري الشمالي "لم يتحدث منذ فترة طويلة". واضاف: "يبقى الامر بيننا، لا يجوز ان يتكلموا بالطريقة التي يقومون بها، لا يمكن التكلم بهذه الطريقة مع اشخاص مثلنا".
ويسود الهدوء الجزيرة حيث يتوجه السياح والسكان الى الشاطئ، لكن التهديد الكوري الشمالي كان في صلب عظات الاحد.
اما في كاتدرائية دولتشي نومبري دي ماريا، اكبر كنيسة في الجزيرة، فقد اوضح الاب بول غوفيغان للمؤمنين ان المهم هو البقاء مستعدين لاحتمال اطلاق كوريا الشمالية صواريخ.
وقال: "ماذا تفعلون اذا لم يتبق لكم سوى 14 دقيقة في الحياة؟ الامر الذي يجب القيام به هو الصلاة". ورأى في هذا التهديد فرصة جيدة "لاعادة ترتيب الاولويات في الحياة".
ودعا اسقف الكاثوليك في غوام مايكل بيرنز الى الصلاة من اجل "الحذر في الاقوال والافعال"، بينما اكد المصلون انهم واثقون من نهاية التصعيد بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.
اما الذين لا يحضرون القداس فيرون ان الخطر غير واقعي في هذا الموقع المتقدم للقوات الاميركية الذي تخلت عنه اسبانيا للولايات المتحدة في القرن التاسع عشر.
وقال كيرستي بريدجمان وهو سائح استرالي كان يستجم على الشاطئ: "لا احد يشعر انه مهدد. هل علينا ان نشعر بذلك؟ بالتأكيد لا. نشعر اننا في امان اليوم اكثر من اي وقت مضى".
لكن بعض الاصوات المعارضة ترتفع. فقد دعت مجموعتان معارضتان للوجود الاميركي في غوام الى التظاهر الاثنين في هاغاتنا.
عربي 21