تحل اليوم الخميس، الذكرى السادسة عشرة، لقيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق "بيت الشرق" ومؤسسات فلسطينية هامة في مدينة القدس المحتلة، في سياق محاربة الوجود الفلسطينية في المدينة المحتلة.ففي يوم 10 آب/ أغسطس 2001م، احتلت إسرائيل المؤسسات الفلسطينية في القدس، ضمن حملة هي الأصعب والأقسى منذ إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية.
فقد اقتحمت هذه القوات المؤسسات الوطنية الأهم في المدينة المقدسة، في عملية وصفت بأنها إعادة احتلال للمدينة المقدسة، كما قامت بإنزال العلم الفلسطيني، وصورة للشهيد الراحل فيصل الحسيني عن واجهة مقر بيت الشرق في المدينة.كما داهمت قوات احتلالية أخرى في حينه مقر محافظة القدس في بلدة أبو ديس وقامت باحتلاله، بالإضافة إلى مؤسسات أخرى في المدينة المقدسة، من بينها اتحاد الجمعيات الخيرية، ومقر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ومؤسسة الدراسات العربية.
كما شرعت جرافات مدرعة إسرائيلية تساندها قوات كبيرة من الجيش، بتجريف وتدمير مقر قوات (17) الملاصق لمقر محافظة القدس.وشمل الاعتداء الإسرائيلي الصارخ ، إضافة إلى بيت الشرق، تسع مؤسسات فلسطينية تعمل في مجال الخدمات الاجتماعية والإنسانية وهي "الغرفة التجارية"، و"المجلس الأعلى للسياحة"، و"المركز الفلسطيني لتطوير المشاريع الصغيرة"، و"مركز الأبحاث الفلسطينية"، و"دائرة شؤون الأسرى والمحررين"، و"دائرة إغاثة القدس للعمل الاجتماعي والميداني"، و"مركز التخطيط" في "مؤسسة الدراسات العربية"، و"نادي الأسير الفلسطيني"، حيث قامت قوات الاحتلال بمصادرة الوثائق الخاصة بالمفاوضات ومكتبة "مركز الدراسات والأبحاث والخرائط".
وقد أدانت القيادة الفلسطينية في حينه، الاعتداء الإسرائيلي على بيت الشرق والمؤسسات الفلسطينية الأخرى، ووصفته بالعمل الوقح وهو من أعمال الغطرسة العسكرية التي لا يمكن قبولها أو السكوت عنها".واعتبرت القيادة الاعتداء الاسرائيلي، خرقا ونقضا لكل الاتفاقات المعقودة بين الجانبين، والتي أقرت حكومة إسرائيل بموجبها بالوضع الخاص لـ"بيت الشرق" باعتباره مقرا لوفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية، وقد نصت الرسائل المتبادلة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل مع السيد هولست وزير خارجية النرويج السابق على التزام حكومة إسرائيل باحترام عمل المؤسسات الفلسطينية العاملة في القدس الشريف وفي مقدمتها "بيت الشرق" مقر الوفد الفلسطيني المفاوض منذ انطلاق عملية السلام في مؤتمر مدريد عام 1991.
كما تنص رسالة التعهد الإسرائيلي بعثها في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 1993، شمعون بيريس، وزير الخارجية الإسرائيلي إلى وزير خارجية النرويج الراحل يوهان يورغن هولست، والتي أقرت فيها الحكومة الإسرائيلية بالوضع الخاص للمؤسسات الفلسطينية وعلى رأسها "بيت الشرق" في القدس الشريف، على ما يلي:
أرغب أن أؤكد لك بأن المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية وكذلك المصالح والحياة الكريمة ووضع فلسطينيي القدس الشرقية تعتبر على درجة كبيرة من الأهمية ويجب الحفاظ عليها. ولذلك فإن جميع المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية بما يشمل المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية تحقق هدفا أساسيا للسكان الفلسطينيين. ولا مبرر للقول بأننا لن نعيق نشاطاتهم، وعلى العكس فإننا سنقوم بتشجيعها على تأدية هذه المهمة الهامة.
ومن الجدير ذكره، بأنه في ذكرى إغلاق مؤسسات القدس، يقدم الاحتلال هذا اليوم على مداهمة مكتب وزارة الداخلية في البلدة القديمة من مدينة الخليل، ومكتب تابع لوزارة العمل، وآخر لوزارة العدل.وسبق ذلك أن داهمت قوات الاحتلال خلال الأسبوع الماضي مكتب مفتشي المحافظة في البلدة القديمة أكثر من مرة، وصادرت محتوياتها واحتجزت من فيها.