قالت كوريا الشمالية إن "القوة المطلقة" فقط هي التي يمكن التعامل بها مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مضيفة أنها تخطط لإطلاق صواريخ بالقرب من جزيرة غوام الأميركية، في حين دعا وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس بيونغ يانغ للكف عن استفزازاتها.
وحسب وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية، قال الجنرال كيم راك جيوم قائد القوة الإستراتيجية -في بيان- إن ترمب تحدث عن النار والغضب وفشل في فهم الوضع الخطير المستمر، مضيفا أن "الحوار السليم ليس ممكنا مع رجل يفتقد العقل، والقوة المطلقة فقط هي التي يمكن أن تجدي نفعا في التعامل معه".
وأكد الجنرال الكوري الشمالي أن بيونغ يانغ تعتزم إطلاق صواريخ هواسونغ 12، التي ستنطلق فوق اليابان وتضرب المياه على بعد نحو ثلاثين إلى أربعين كيلومترا من جزيرة غوام الأميركية، مشيرا إلى أن هذا العمل العسكري سيكون وسيلة فعالة لتقييد التحركات المحمومة للولايات المتحدة في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية والمناطق المجاورة لها، على حد قوله.
وكان متحدث باسم الجيش الكوري الشمالي أكد سابقا أن هذه الخطة تستهدف "احتواء" القواعد العسكرية الأميركية الكبيرة على جزيرة غوام، ومنها قاعدة أندرسون، حيث توجد قاذفات "بي 1 بي"، مشيرا إلى أن الخطة سيتم الانتهاء منها، وتطبيقها بشكل متزامن ومتتابع حتى يتخذ القائد كيم جونغ أون القرار (بتوجيه الضربة الصاروخية).
من جهته، دعا وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أمس الأربعاء كوريا الشمالية للكف عن استفزازاتها التي يمكن أن تجلب الدمار لنظامها وشعبها، على حد قوله، مشيرا إلى أن القوات المتحالفة المشتركة تمتلك الآن قدرات دفاعية وهجومية دقيقة وقوية على الأرض، حسب ما أوردته وكالة يونهاب الكورية الجنوبية.
وعلى صعيد متصل، أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب الخميس أن أستراليا لن يتم استدراجها تلقائيا لأي نزاع عسكري مفتوح بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، ودعت إلى الهدوء، مشيرة إلى أن تحالف أستراليا مع الولايات المتحدة (في إطار معاهدة أنزوس) لا يعني أن بلادها ستستدرج تلقائيا إلى صراع عسكري مع كوريا الشمالية.
تهديد ترمب
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال في تصريحات للصحفيين في بدمينستر بولاية نيو جيرسي الثلاثاء "إن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون "يهدد بشكل كبير على نحو يفوق قدرات دولة عادية، وكما قلت إنه سوف تتم مواجهتهم (كوريا الشمالية) بالنار والغضب، وبالقوة التي لم يشهدها هذا العالم من قبل".وجاء تصريح ترمب بُعيد كشف صحيفة واشنطن بوست عن أن كوريا الشمالية نجحت في تصنيع رؤوس نووية صغيرة يمكن حملها في صواريخ بالستية.
وتقع جزيرة غوام في المحيط الهادي على بعد 1500 كيلومتر جنوب العاصمة اليابانية طوكيو، وهي مستعمرة أميركية ومواطنوها أميركيون، وفيها قاعدتان أميركيتان؛ إحداهما جوية والأخرى بحرية.
وأثارت التهديدات المتبادلة بين بيونغ يانغ وواشنطن خشية سكان الجزيرة من التعرض لهجوم صاروخي، لكن حاكم الجزيرة إدي كالفو سعى إلى طمأنة السكان، وقال إنه اتصل بالبيت الأبيض وأكد له المسؤولون أنه سيتم الدفاع عن الجزيرة.