رام الله الإخباري
تشتهر في عالمنا العربي مقولة أن الحكّام "لا يخرجون من القصور إلا إلى القبور"، أو بعد أن تتعرض البلاد لمراحل تحول مفصلي تضطرهم إلى ذلك، إلا أن بلاداً أخرى تشهد عودة حقيقية للزعماء إلى حياتهم الطبيعية من جديد.
فلا عجب أن ترى رجلاً كان يوماً يحكم أحد أقوى بلدان العالم وهو يتسوق أو ينتزه في شوارع بلاده أو شواطئها، كأي مواطن عادي، بعد أن دعم شعبه قدر المستطاع، وغادر منصبه إما مستقيلاً، أو مهزوماً بانتخابات، أو بنهاية ولايته الرئاسية.
- باراك أوباما
يقودنا السؤال حول ما يفعله هذه الأيام باراك أوباما، الذي كان يوماً رئيس إحدى أقوى الدول في العالم، هو ببساطة اليوم يعيش بين أسرته، وشوهد في مارس الماضي وزوجته، ميشيل أوباما، مبتسمين، وهما يغادران المتحف الوطني للفنون في العاصمة واشنطن، كأي مواطنين عاديين.
كما يخطط الرئيس الأمريكي السابق لتشييد "مركز أوباما الرئاسي" في مسقط رأسه بمدينة شيكاغو، والذي سيضم مكتبات وقاعات للدراسة، إلى جانب مكان للمعارض، وأكاديمية لإعداد قادة المستقبل، علماً أنه سيستغرق بناء المشروع نحو أربع سنوات، لكن البرامج التعليمية ستبدأ هذا العام.
- هولاند وساركوزي
أما الرئيس السابق لفرنسا، خامس قوة في العالم، فرانسو هولاند، والذي غادر منصبه في مايو الماضي، فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصورته وهو يغادر أحد مراكز التسوق، راجلاً بلا مرافقين ولا مواكب درّاجين.
الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند يتسّوق احتياجاته من السوبرماركت.
أما سلفه الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، فيمضي حياته بصحبة زوجته كارلا بروني، متنقلاً من دولة إلى أخرى لقضاء بعض الأوقات الهادئة بصحبتها، بالإضافة إلى إلقاء المحاضرات في الجامعات الفرنسية والعالمية.
- ديفيد كاميرون
رئيس الوزراء البريطاني السابق، ديفيد كاميرون، الذي تسبب بخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي واستقال عقب ذلك، شوهد في أكثر من مناسبة وهو يعيش حياة مترفة، لكونه ينتمي لأسرة ثرية أصلاً.
ففي أغسطس 2016، تداول ناشطون عبر وسائل التواصل مقطعاً لكاميرون، عاري القدمين يأكل السمك وشرائح البطاطس المقلية من عربة طعام نقالة بالقرب من الشاطئ.
أما في أغسطس الجاري، فقد شوهد برفقة أسرته يتمتع بأشعة الشمس، ويسبح على شاطئ فلوريدا في أمريكا.
ويزاول كاميرون عقب خروجه من السلطة، مهنة الكتابة، بالإضافة إلى إلقاء محاضرات جامعية وفي المؤتمرات.
- أفقر رئيس في العالم
رئيس الأوروغواي السابق، خوسيه موخيكا، الشهير بـ"أفقر رئيس عرفه العالم"، انتهت ولايته في العام 2015، بعد 5 سنوات من الحكم، رفض خلالها استخدام سيارات الدولة أو المبيت في القصر الجمهوري، وأصر على أن تستمر إقامته في بيته المتواضع.
وعقب أشهر من خروجه من السلطة، زار موخيكا إسطنبول بدعوة من "حزب الشعب الجمهوري" الأكبر بين أحزاب المعارضة، واشترط لتلبيتها أن يحل هو وزوجته بأرخص الفنادق، وأقام فعلاً في فندق 3 نجوم بساحة "تقسيم" في قلب إسطنبول لمدة 10 أيام.
وكان موخيكا، وما يزال، يتبرع بنسبة 90% من راتبه الشهري، البالغ 12 ألف دولار، لجمعيات خيرية أسسها لدعم الفقراء ومحدودي الدخل، فيبقى له بعد الضريبة 775 دولاراً، هي متوسط الدخل الشهري بالأوروغواي التي كانت ممتلكاته فيها حين انتهت ولايته 1800 دولار نقداً، إضافة إلى الفولكس 1987 طراز "بيتل" القديم، مع بيته الرخيص بالأرياف، حيث يعمل هو وزوجته في الحقل وزراعة الأزهار، ولا يحرسه إلا جنديان وكلبة لها 3 أرجل اسمها مانويلا.
الخليج أون لاين