رام الله الإخباري
قالت صحف بريطانية إن المحقق الخاص في التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية روبرت مولر شدد الخناق على الرئيس دونالد ترمب، وذلك بتشكيله هيئة محلفين كبرى أدخلت التحقيق بمنطقة ووترغيت.
وأوضح مقال نشرته صحيفة تايمز أن تشكيل هيئة محلفين في فضائح ووترغيت وإيران كونترا ووايتووتر مثّل مراحل حاسمة في تلك التحقيقات والتي شكلت خطورة على الرؤساء، وقادت إلى إدانة شخصيات سياسية بجرائم.ووصف المقال -الذي أعده الكاتب بالصحيفة توبي هارندن- تشكيل هيئة المحلفين بأنها مفاجأة مذهلة، مضيفا أن ترمب يعلم أن هذه الخطوة ربما تقود إلى عزله من السلطة.
وذكر الكاتب أن مولر -الذي كان مديرا لمكتب التحقيقات الفدرالي- يسعى للحصول على وثائق وشهادات من الأشخاص الذين شاركوا باجتماع يونيو/حزيران العام الماضي بين ابن ترمب (دونالد جونيور) والمحامية الروسية.ونسب إلى النائب العام السابق بول كالان وصفه لهذه الخطوة بأنها تطور خطير يشير إلى وجود شبهات جنائية، والسؤال الماثل الآن هو: من هو المشتبه به؟ ولم يستبعد ضرورة أن يمثل ترمب نفسه أمام الهيئة ليدلي بشهادته نظرا لثبوت مشاركته في إعداد بيان "يتضمن معلومات خاطئة" عن ذلك الاجتماع.
وقال كالان إنه في الوقت الذي يتمتع فيه ترمب بسلطة إعفاء مولر من مهمته، فإن وجود هيئة المحلفين يجعل ذلك صعبا من الناحية السياسية، مشيرا إلى أن جمهوريين بالكونغرس أعلنوا أنهم سيتخلون عن ترمب إذا أقدم على إعفاء مولر.
أفضل الخبراء
وأوردت غارديان أن ترمب لابد أن يكون قد شعر أن الحبل بدأ يضيق حول عنقه لأسباب عديدة منها أن تشكيل هيئة المحلفين في النظام القانوني الأميركي لها سلطات واسعة لاستدعاء من تريد وتوجيه الاتهامات، مشيرة إلى أن لجنة التحقيق تضم أفضل 14 خبيرا أميركيا في الجرائم المالية.ونسبت إلى المحاضر بمدرسة كولومبيا للقانون سكوت هورتون القول إن هيئة المحلفين تعني أن التحقيق قد اتسع وتصاعد وليس العكس، كما تعني الإعداد لمحاكمات جنائية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحققين طلبوا من البيت الأبيض وثائق تتعلق بمستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين الذي استقال بعد الكشف عن أنه كذب بخصوص اتصالاته بالسفير الروسي لدى واشنطن، وأن كبار مسؤولي مكتب التحقيقات الفدرالي بُلّغوا بأن يستعدوا لاستدعاءات محتملة للإدلاء بشهاداتهم في احتمال إعاقة ترمب العدالة، لافتة الانتباه إلى أن مدير مكتب التحقيقات السابق جيمس كومي قال بشهادته أمام الكونغرس حول نفس الموضوع إن ترمب حاول الضغط عليه لإلغاء التحقيق مع فلين.
وقالت إن التستر على الحقائق في فضيحة ووترغيت هو الذي تسبب في الإطاحة بالرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، وهو الذي يُرجح أن يكون سببا في الإطاحة بترمب، مشيرة إلى أن آخر أعمال التستر هو اعتراف البيت الأبيض "بعد النفي القوي لمحامي ترمب وفي عدة مناسبات" بأنه شارك في إعداد بيان مضلل حول الهدف من اجتماع ابنه بالمحامية الروسية.
وأضافت غارديان أن طاحونة العدالة بدأت تطحن ببطء، ولكن بإتقان، وستنظر في كل التفاصيل حول التعاملات المالية السابقة لترمب وزوج ابنته جاريد كوشنر، وستطال فلين، والرئيس الأول لحملة ترمب الانتخابية بول مانافورت، وأي أحد تم تعيينه بالبيت الأبيض هذه الفترة.
صحف بريطانية