رام الله الإخباري
قال الكاتب الإسرائيلي ميرون رابوبورت، إن اليمين الإسرائيلي يتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاستسلام للشارع الفلسطيني بشأن البوابات الإلكترونية في الأقصى.
الأقصى و"الهيكل"
وأوضح في مقال نشرته صحيفة "ميدل إيست آي"، أن اليمين يؤمن بعبارة الشاعر الإسرائيلي، أوري زفي غرينبيرغ، التي قالها في حوار مع زميله حاييم غوري، بعد أسبوع من حرب عام 1967، بأن على إسرائيل أن تسيطر على جبل الهيكل إن كانت ترغب في السيطرة على باقي البلاد، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الإسرائيليين تبنوها، بالإضافة إلى أحزاب سياسية تهيمن اليوم على الحكومة.
وأضاف الكاتب أن قرار نتنياهو الأخير القاضي بإزالة البوابات الإلكترونية من مداخل المسجد الأقصى، أثار خيبة أمل كبيرة سادت قطاعا واسعا من التيار اليميني في البلاد.
واستطرد أن هذه الأوساط ترى بأن قرار نتنياهو لم يكن فقط استسلاما كاملا للمتظاهرين الفلسطينيين وللضغوط الواردة من الأردن وإنما أيضا اعتراف بالفشل في الصراع على السيادة على جبل الهيكل وشكل بالتالي فشلا في الصراع على إسرائيل بأسرها.
وأشار الكاتب إلى ما نشرته "إسرائيل اليوم"، إذ كتب كبير معلقيها درور إيدار: "نهرب من جبل الهيكل، وجبل الهيكل لا يكف عن مطاردتنا." وقال إن اليهود عادوا إلى القدس في عام 1967 بوصفهم "سادة المدينة الشرعيين"، ولكنهم قرروا أن يكبتوا علاقتهم بجبل الهيكل والذي يشكل بالنسبة للشعب اليهودي صندوق شرور من الرغائب والمخاوف. ثم كتب يقول: "لقد حان الوقت لفتح ذلك الصندوق".
كما أشار إلى ما قاله آرييه إلداد، وهو عضو سابق في الكنيسيت عن واحد من الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة، في مقابلة صحيفة "معاريف": "بناء الهيكل المقدس على جبل الهيكل، ثم بعد ذلك التخلص من كافة المساجد".
وأضاف أن وزراء يمينيين في حكومة نتنياهو، فضل بعضهم ألا يهاجم نتنياهو شخصيا، موجهين انتقادهم إلى قيادة المؤسسة العسكرية، وبشكل خاص إلى الشين بيت (جهاز الأمن العام) الذي قالوا إنه أسفر عن جبنه أمام تنبؤات حذرت من انطلاقة وشيكة لانتفاضة جديدة، فسارع إلى إقناع رئيس الوزراء بإزالة البوابات الإلكترونية التي نصبت على مختلف بوابات مجمع المسجد الأقصى.
فضيحة الغواصة
بالإضافة إلى الانتقادات التي يواجهها نتنياهو بسبب قراره الأخير بالمسجد الأقصى، يمر أيضا بمنعطف بالغ الحساسية من الناحية السياسية، يقول ميرون رابوبورت، موضحا أن الشرطة أجرت عدة تحقيقات ضده بشأن هدايا تلقاها من رجال أعمال وتجار ولكنه لم يعلن عنها رسميا.
فبحسب ما ورد في التقارير الإخبارية، يبدو أن دافيد شيمرون، ابن عم نتنياهو ومبعوثه الشخصي لمعالجة القضايا الحساسة، متورط في فضيحة مفادها أن شركة بناء سفن ألمانية عرضت عليه رشوة مقابل الحصول على قرار إسرائيلي بشراء غواصات وسفن من إنتاجها.
وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى اتهام المعلقين اليساريين لنتنياهو بأنه فاقم من أزمة الأقصى عمدا حتى يبعد الأنظار عن قضية الغواصات، معتبرا أن هذا الاتهام غير معقول.
واستطرد: "ما يبدو معقولا أكثر هو أن نتنياهو رفض على مدى أسبوعين إزالة البوابات الإلكترونية بالرغم من التحذير الصريح الذي صدر عن الشين بيت لأنه كان يخشى من أن يؤدي تصوير قراره على أنه بمثابة استسلام للفلسطينيين إلى الدفع بزعماء التيار اليميني نحو سحب الدعم الذي منحوه إياه حتى ذلك الوقت بشأن موضوع الغواصات".
عربي 21