تمكّن الأطباء في قسم جراحة العظام والمفاصل في مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية، بإشراف الدكتور سيف الدين أبو الرب، من إجراء عملية نادرة لاستبدال جزء من مفصل المريض (Partial Hemiarthroplasty)، والذي يعتبر تدخلا جراحيا محدودا يجرى لأول مرة على مستوى الوطن.
وبين الدكتور أبو الرب، اختصاصي جراحة المفاصل والإصابات الرياضية، الذي أشرف على إجراء العملية لسيدة تبلغ من العمر 50 عاما، أن هذه العملية تأتي لتحل محل العمليات التقليدية لجراحة المفاصل، حيث كان يلجأ الأطباء إلى استبدال المفصل بشكل كامل، فيما تم في هذه الحالة استبدال الجزء المصاب فقط من مفصل الركبة والمحافظة على الجزء السليم، حيث عانت المريضة من تآكل في جزء من مفصل الركبة، تسبب لها بآلام شديدة وصعوبة في المشي ومحدودية في حركة المفصل؛ ناتجة عن الاحتكاك الشديد في الجزء الداخلي من الركبة.
وأضاف أبو الرب أن هذه التقنية المتطورة والحديثة في جراحة المفاصل، تمتاز بتركيب نصف مفصل صناعي للمريض، ما يعني إجراء فتحة أقصر ودون جرح العضلات أو التأثير على قوتها، كما أنها تشكل فارقا هاما بالنسبة للمرضى دون سن الخمسين، حيث يتم إعادة تأهيل المريض للحركة بشكل أفضل وأسرع.وأشار إلى أن عملية تركيب "نصف مفصل" تعتبر أكثر تعقيدا من الجراحة التقليدية للمفصل الكامل، حيث تعتمد على اتباع خطوات دقيقة متشابكة، فيما أثبتت الدراسات أن نسبة نجاح العملية تصل إلى 98%، بينما يبقى الجزء المستبدل من المفصل صالحا لمدة 15 عاما على الأقل.
وتمكن الدكتور أبو الرب من تسجيل نجاح كبير في إجراء هذه التقنية الحديثة في مستشفى المقاصد، نتاج التدريب المباشر على عمليات مماثلة خلال فترة عمله الطويلة في ألمانيا، إضافة إلى توفر القطع والمعدات اللازمة في المستشفى حاليا.
وأكدت المريضة أن شعورا بالتحسن الملحوظ والقدرة على الحركة بدأ منذ الأسبوع الأول لإجراء العملية، وذلك بعدما عانت من الألم الشديد لأكثر من أربع سنوات، لا سيما أثناء المشي وقيادة السيارة.
وأضافت أنها لم تكن تعلم بتوفر مثل هذه التقنية في المستشفيات الفلسطينية والتي تتيح للمريض المحافظة على الأجزاء السليمة من الركبة واستبدال الجزء المتهالك من المفصل فقط، إلى أن تم تحويلها إلى مستشفى المقاصد من خلال وزارة الصحة الفلسطينية، مثمنة جهود الأطباء وعناية الطاقم الطبي والتمريضي في المستشفى.
يذكر أن الدكتور سيف الدين أبو الرب يعتبر أول طبيب فلسطيني متخصص في عمليات منظار الركبة وزراعة الرباط الصليبي للإصابات الرياضية من جامعتي فرانكفورت وهايدلبرغ في ألمانيا، وذلك بعد ابتعاثه إلى ألمانيا قبل سنوات من قبل مستشفى المقاصد وبتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية.