رام الله الإخباري
بعد إعلان دائرة الأوقاف الإسلامية والمرجعيات الدينية في القدس عن عودة المصلين إلى الصلاة في المسجد الأقصى، اليوم الخميس، هدد الاحتلال الإسرائيلي بسفك الدماء في الحرم القدسي والمسجد الأقصى في حال "خرق النظام" في الحرم.ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن قائد الشرطة الإسرائيلية في القدس، يورام هليفي، قوله إنه "في حال كان هناك من سيحاولون خرق النظام غدا فعليهم ألا يكونوا متفاجئين من أنهم سيتعرضون للأذى".
وتشير تقديرات الشرطة الإسرائيلية إلى أن عدد المصلين في المسجد الأقصى عند صلاة الجمعة غدا سيكون كبيرا جدا. وتجري الشرطة اليوم مداولات لتقييم الوضع، وما إذا كانت ستفرض قيودا، مثل السن، على دخول المصلين.
وقال ضابط كبير في الشرطة الإسرائيلية إنه "ستجري غدا احتفالات ودعوات للوصول بأعداد كبيرة إلى جبل الهيكل، وسنرد مثلما فعلنا بالضبط في الأسبوع الماضي. وسنعمل من أجل منعها ونحبط إلحاق أذى بأفراد الشرطة. وإذا أرادوا تضخيم الاحتفالات ومواصلة النظر إلى الموضوع على نوع من ’التراجع’، فهكذا سنتصرف بالضبط".
ووفقا للضابط نفسه، فإن الوضع في الحرم القدسي عاد "بشكل كامل تقريبا" إلى الوضع الذي كان عليه قبل 14 تموز/يوليو الحالي، عندما جرى الاشتباك المسلح في الحرم، وذلك بعد أن فككت شرطة الاحتلال الجسور الحديدية والكاميرات عند بوابات الحرم. وشدد الضابط على أن التفتيش اليدوي على أجساد المصلين الداخلين إلى المسجد الأقصى "ليس وسيلة ناجعة في هذا المكان... ولا يمكن أن نفتش كل من يريد الدخول، فهذا مستحيل وغير منطقي".
وتأتي هذه التطورات في أعقاب قرارات اتخذها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بوضع البوابات الالكترونية ونصب كاميرات ذكية عند أبواب الحرم، واضطراره إلى التراجع عن هذه الإجراءات في أعقاب وقوف المصلين المقدسيين ضدها ورفضها، وتحذير الشاباك والجيش الإسرائيلي من اتساع الاحتجاجات على إجراءات الاحتلال.
وأثار هذا التراجع للاحتلال جنون اليمين المتطرف الإسرائيلي، وهو التيار المركزي في إسرائيل ويسيطر على حكومتها. وقال رئيس حزب "البيت اليهودي" ووزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، اليومن إن "إسرائيل خرجت مستضعفة من هذه الأزمة، وبدلا من تعزيز سيادتنا في القدس تم تمرير رسالة بأنه بالإمكان تقويض السيادة".
وأضاف بينيت، الذي تحدث إلى إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن "هذا خطأ على ضوء مظاهر العنف، وجرى المس بالأمن مثلما حدث خلال الهروب من لبنان" في إشارة إلى انسحاب إسرائيل المفاجئ من جنوب لبنان في العام 2000.
واعتبر بينيت أن وضع البوابات الالكترونية لم يكن خطأ، "لكني أعتقد أن القرار بإزالة وتفكيك الكاميرات كان خاطئا. ربما أنك تربح بعض الهدوء لكن في كل مرة تتراجع فيها إسرائيل قليلا تتلقى انتفاضة. كأنك تربح في المدى القصير ولكن يلحق ضررا بالردع في المدى البعيد".وتطرق بينيت إلى تشييع جثامين الشهداء الثلاثة في أم الفحم الليلة الماضية، وقال "إنهم لاحظوا تراجعنا والآن خرج الآلاف (للتشييع) في أم الفحم. وعندما نقف أقوياء يطأطئون رأسهم. وعندما ننسحب، يرفعون رأسهم". بهذه المفاهيم يتحدث وزير التربية والتعليم في حكومة الاحتلال. وكرر بينيت مهاجمة النواب العرب في القائمة المشتركة.
عرب 48