الصين تقرع طبول الحرب مع الهند

الصين تهدد الهند

رام الله الإخباري

طالبت الصين جارتها الهند بسحب قواتها من الجزء الصيني للشريط الحدودي بينهما، وحذرتها من الاستخفاف بقدراتها العسكرية، وهو ما يشير إلى تصعيد جديد في التوتر القائم بين البلدين منذ عشرات السنين.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية "وو تشيان" إن على الهند اتخاذ خطوات عملية لتصحيح ما وصفه بالخطأ والكف عما سماها استفزازات، والعمل مع الصين لاستقرار وأمن المنطقة. وحذر المسؤول الصيني من الاستهانة بقدرات جيش بلاده، مؤكدا أن قدرته على الدفاع عن سيادة البلاد تتعزز باستمرار.وتأتي هذه التصريحات في أعقاب توتر حدودي بين البلدين عند وادي "تشومبي" الذي تسيطر عليه الصين، والواقع في المثلث الحدودي بين الهند والصين وبوتان. وكانت القوات الهندية، بحسب الرواية الصينية، قد عبرت الحدود الصينية إلى هضبة "دوكلام" في حزيران/يونيو الماضي، وعطلت أعمال إنشاء طريق في المنطقة.

ويتمحور الخلاف الرئيسي بين الصين والهند بشأن ترسيم حدودهما الممتدة على مساحة أربعة آلاف كيلومتر، ويعتبر مصير ولاية أروناتشال براديش الهندية أخطر نقاط المواجهة. فقد ضُمت المنطقة إلى الأراضي الهندية خلال حقبة الاستعمار البريطاني، ولكن بعد أن نالت كل من الصين والهند استقلالهما في أواخر أربعينيات القرن الماضي، طالبت كل منهما بالسيادة على المنطقة.

وتفاقم الصراع في عام 1959 عندما لجأ القائد الروحي لمنطقة التبت الدلاي لاما إلى الهند هربا من السلطات الصينية. وفي عام 1962 اندلعت الحرب الصينية الهندية، ومنيت الهند بهزيمة قاسية، ورغم ذلك احتفظت بولاية أروناتشال براديش بعد انسحاب القوات الصينية وسط ضغوط دولية.واندلعت مواجهة أخرى بين البلدين عام 1987 عندما أطلقت الحكومة الهندية لقب "ولاية" على منطقة أروناتشال براديش، الأمر الذي أغضب بكين وأنذر بنشوب حرب قبل أن يتوصل الطرفان إلى حل دبلوماسي.

ويرى مراقبون أن التصعيد الأخير يشير إلى محاولة مزدوجة من جانب الصين لتصوير الهند دبلوماسيا طرفا ثالثا في النزاع، بهدف الضغط على مملكة بوتان للسماح بعمل السفارة الصينية وإقامة علاقات دبلوماسية رسمية. ومن جهة أخرى رغبة بكين في تغيير الوضع على الأرض لينتهي الأمر بالتوصل إلى تسوية سياسية لصالحها.

وكالات