قال الكاتب كون كوغلين إن الكثير من اهتمام العالم تركز على هزيمة تنظيم "داعش " في العراق وسوريا. وبعد الهجمات الإرهابية الأخيرة في لندن ومانشستر، بدأ معظم الناس يهتمون أكثر بزوال التنظيم وكيفية تفاعل أنصاره الجهاديين مع فقدان "الخلافة".ورأى الكاتب أن هذا السيناريو يجعل من السهل أن تغيب عن البعض التدابير التي اتخذت بهدوء لمواجهة تهديد محتمل أكبر لأمن الغرب، ألا وهو "روسيا فلاديمير بوتين".
وأوضح في مقاله بصحيفة ديلي تلغراف أن المخاوف بشأن الخطر المحتمل الذي تشكله موسكو للأمن الغربي حاد بها عن مسارها المسلسل الدراميالمستمر في واشنطن بشأن مزاعم اتصالات غير قانونية بين ترمب والحكومة الروسية إبان الانتخابات الرئاسية العام الماضي.ونبه إلى أن دول البلطيق وأوكرانيا والبلقان وقعت كلها مؤخرا ضحايا لأعمال عدوان روسية مباشرة وغير مباشرة. وعقب قرار أوكرانيا في بداية هذا الشهر المضي قدما في عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، هناك الآن توقع متزايد بين المخططين العسكريين بأن موسكو ستكثف جهودها لتقويض الديمقراطيات الغربية.
ومن غير المرجح أن تسير خطوة أوكرانيا بشكل جيد في الكرملين الذي لا يزال معارضا بشدة للمزيد من تجاوزات الناتو في المناطق التي يعتبرها ضمن نطاق نفوذه التقليدي. ولذلك فإن حماية أوكرانيا والدول الأخرى التي تريد توثيق علاقاتها بالغرب قد أصبحت أولى أولويات الناتو.
وأشارت الصحيفة إلى تعليق مسؤول أمني في الحكومة البريطانية بأن "معظم تحركات بوتين لزعزعة استقرار أوروبا انتهازية وليست جزءا من مخطط كبير لتدمير الغرب، ولكن قلقنا الكبير هو أنه يمكن أن يقوم بتقدير خطأ خطير يتفاقم إلى صراع مفتوح بين روسيا والغرب".
والسؤال المطروح الآن هو ما إذا كان وجود الناتو المعزز على جبهتي أوروبا الشرقية والجنوبية سيكون كافيا لكبح الكرملين، أو يؤدي إلى سعي بوتين لإيجاد بديل عن التخويف العسكري كأن يلجأ إلى الهجمات الإلكترونية لتحقيق أهدافه بتقويض ديمقراطيات أوروبا وفي مقدمتها احتمال استهداف انتخابات ألمانيا.
وختمت الصحيفة بأن حقيقة الأمر هي أنه ما دام بوتين رئيسا لروسيا، فإن موسكو ستشكل دائما تهديدا أكبر بكثير لاستقرار أوروبا على المدى الطويل من أتباع تنظيم الدولة المضللين.