رام الله الإخباري
انتشرت في الفترة الأخيرة حالات نصب واحتيال من قِبَل مجموعات وعصابات في الأردن للأشخاص الذين يتبيّن أنهم سائحون، حيث يجبرونهم بشكل غير مباشر على دفع مبلغ من المال بهدف إصلاح سيارتهم، بعد افتعال حادث سير بسيط.
عماد، وهو من سكان مدينة نابلس، قال في حديثه لإذاعة 24FM إنّه أثناء تواجده في مدينة عمّان في إجازة كان يقود خلالها سيارة سياحية، تعرّضت له سيارة غريبة كانت تسير خلفه من جهة اليمين، وبدأ سائقها يصرخ ويدعوه للتوقف، ليركنها بدوره على يمين الطريق، ويتفاجأ بمجموعة من الشبّان وقد بدؤوا بالتهجم مدّعين إنه ضربهم بسيارته.
وتابع عماد: "بعد نزولي تفحّصت سيارتهم وقد اتضح أنها متعرّضة لضربة قوية، أما سيارتي فتأثرت بشكل بسيط جداً… ثمّ طلبوا مني مبلغ 300 دينار بعد ادّعائهم بأنني السبب، فقلت إنني سوف أتصل بالشرطة والتأمين".
وأضاف "استمررت بالمساومة على المبلغ المطلوب حتى أوصلوه إلى 100 دينار، بحجة أنني قدمت إلى الأردن للعلاج وليس للسياحة ولا أملك أي مبلغ لدفعه". وبعد جدال استمر طويلًا تبيّن أنهم يريدون المبلغ بأي طريقة، أشار عماد إلى أنه عندما جاءت الشرطة بعد حوالي 3 ساعات، تبيّن أن السبب منهم، وعليهم دفع 25 ديناراً لتصليح سيارتي، وإن أرادوا فتح تأمين؛ فعليهم دفع مبلغ 120 ديناراً مقابل مخالفة، فدفعوا لي مبلغ 25 ديناراً وذهبوا.
ويستدرك عماد قائلاً، إن السيارة التي كانت بحوزتهم بنمرة سياحية، وهم يعملون لدى شركة سياحية، ويريدون تصليح سيارتهم على حساب أي شخص يمرّ من أمامهم، على حدّ قوله.
وفي قصة مشابهة أيضاً يرويها عمرو دويكات، وقد حدثت معه أثناء استئجاره لسيارة سياحية في الأردن، أثناء تواجده في منطقة طبربور قرب العاصمة عمّان، حيث حاولت سيارة الاصطدام به ودفعه على سيارة معطلة مصطفةً على يمين الشارع.
دويكات قال إنه توقف فورًا، لاعتقاده بأنه ضرب السيارة التي على يمين الشارع، وتابع دويكات: “قال لي صاحبها إنني لم أضرب سيارته، بل سيارة أخرى توقفت في مكان قريب، وأشار إليها. وعندما ذهب عمرو إلى السيارة التي اعتقد أنه ضربها، ليسأل صاحبها عن الإجراءات اللازمة، كان شخص آخر يراقب الموقف من بعيد، واقترب قليلاً لمساندة دويكات بالرأي.
تابع دويكات "قال لي صاحب السّيارة إنه ليس هنالك أي حاجة للضجة والشرطة، ويمكن أن نحلّ الموضوع ببساطة، وطلب مبلغ 500 دينار، وبعد الإلحاح أوصلنا المبلغ لـ350 ديناراً، دفعتها وذهبت في حال سبيلي، واكتشفت لاحقاً أنه حصلت مع أشخاص آخرين نعرفهم، اضطروا إلى دفع المبلغ ذاته".
وعلّقت فاتنة عبد الناصر على فيسبوك، بعد سؤال الناس عن تجاربهم مع هذه الظاهرة، لتروي قصة شبيهة حدثت مع شقيقها في الأردن، وقالت إنه كان يقود سيارة بلوحة من دولة الكويت، وكان يسير في شارع مزدحم، قبل أن تُكسر مرآتها من جهة اليمين بشكل مفاجئ، لكنّه تابع طريقه في الطريق المزدحم، لتلحق به سيارة فيها شبّان أخبروه بأنه دهس شخصاً وعليه العودة للتأكد من سلامته، وبالفعل عاد فرأى شخصًا واقفًا، وعلى يده علامات حمراء على ما يبدو أنها دماء.
تقول فاتنة "في النهاية قاموا بترغيم أخي بدفع مبلغ من المال كتعويض بدلًا من الدخول إلى السجن والمشافي، فدفع أخي المبلغ لأنه كان مستعجلًا يريد الذهاب إلى مزرعته بسرعة، فلديه أمر طارئ هناك”.
وفي شهر رمضان كانت فاتنة تستقل سيارة سياحية في الأردن، وأثناء قيادتها في أحد الشوارع، قفز أمامها شخص وألقى نفسه وتظاهر بالموت، فجاء مجموعة من الشبّان، تقول فاتنة إنهم "عصابته"، لتبدأ هي بالصراخ، وتهديده أنه في حال لم يستيقظ فسوف ترفع من صوتها وتدّعي تحرشهم بها، فلاذوا حينها بالفرار، على حدّ قولها.
24 fm