تضج الإنترنت حاليا بالحديث عن "ميزة" جديدة لفيسبوك ترصد أعين مستخدمي التطبيق على الهواتف الذكية لاكتشاف تعابير وجوههم، وتذكر تقارير أن الشركة الأميركية سجلت براءة اختراع هذه التقنية الجديدة التي -إذا طُرحت رسميا- ستتيح لها عرض محتوى يلائم تطلعات المستخدمين وأمزجتهم.
لكن القلق يساور المستخدمين من أن هذه التقنية الجديدة -التي كانت قيد التطوير سرا لسنوات- تعد انتهاكا للخصوصية الشخصية، وتعني أن الشركة تملك القدرة على اختراق كاميرا الهاتف الذكي والتجسس على المستخدمين حرفيا وهم يتصفحون حساباتهم على فيسبوك.والهدف الظاهر من هذه التقنية هو إبقاء المستخدمين أطول فترة ممكنة في التطبيق أو الموقع، مما يُمَكِّنفيسبوك من رفع إيراداتها المالية من خلال الإعلانات ومعرفة الاهتمامات والتوجهات الكبرى للاستهلاك.
وتشير الوثيقة التي تقدمت بها فيسبوك لنيل براءة الاختراع إلى مراقبة المستخدمين أثناء تحديقهم في هواتفهم الذكية، حيث سيكتشف الجهاز ويحلل خصائص معينة مثل شكل الفم وحركة العينين، ومن هنا ستتمكن فيسبوك من جمع البيانات عن كيفية استجابة المستخدمين لمقاطع الفيديو والصور والأخبار والإعلانات.ويبدو أن فيسبوك قدمت طلب براءة الاختراع في فبراير/شباط 2014 ونُشر في أغسطس/آب 2015، لكن لم يتم رصده إلا مؤخرا من قبل موقع "سي بي إنسايتس" الذي نشر مخططا مفصلا للخوارزمية التي ستستخدم في معرفة تعابير الوجه.
لكنّ متحدثا باسم فيسبوك قال إن الشركة تسعى دائما لتسجيل براءات الاختراع، وهذا لا يعني مطلقا أنها ضمن خططها المستقبلية.ويذكر أن هذه ليست المرة ألأولى التي يتم فيها ضبط فيسبوك تستخدم تقنية مثيرة للجدل، فقبل بضع سنوات اتُهمت فيسبوك بخرق القانون بتتبع سلوك مستخدميها أثناء تصفحهم الإنترنت، كما حذر خبير في الاتصال الجماهيري من جامعة جنوب فلوريدا العام الماضي من أن فيسبوك "تستمع" إلى محادثات مستخدميها في كافة الأوقات لجمع البيانات عما يتحدثون بشأنه.
ويعيد هذا للأذهان صورة للرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ نشرها العام الماضي، تظهر أنه يضع شريطا لاصقا على كاميرا الحاسوب المحمول الخاص به وشريطا آخر على منفذ الميكروفون خشية أن يخترق أحد حاسوبه فيتجسس عليه، لكن يبدو مع ذلك أنه لا يمانع أن تتجسس شركته على المستخدمين