رام الله الإخباري
شهد الدولار انخفاضا حادا مقابل الشيقل منذ مطلع العام الجاري، فبعد ان وصل في نهاية 2016 إلى 3.85 تراجع بشكل ملحوظ إلى 3.52 وهو أدنى مستوى منذ عامين و8 شهور.لكن مدير عام السياسات الاقتصادية في وزارة الاقتصاد عزمي عبد الرحمن يرى ان هذا الانخفاض يعود بالفائدة الايجابية على الاقتصاد الفلسطيني الذي يعتمد على البضائع المستوردة بنسبة تصل لـ 80%.
ويوضح عبد الرحمن قائلًا "فلسطين تستورد سنويا بضائع من الخارج بقيمة تصل لـ 6 مليار دولار، وانخفاض سعر صرف الدولار يساعد في انخفاض أسعار البضائع لدى التجار المستوردين خاصة ان معظم الصفقات تعقد بالدولار ما يعني انعكاس ذلك على السلع المستوردة".
كما ان المنتج الوطني يعتمد بشكل أساسي على مواد الخام المستوردة التي تنخفض أسعارها مع هبوط سعر صرف الدولار. ويضيف عبد الرحمن: اقتصادنا يعتمد على المستوردات وحجم السلع المصدرة يصل لـ 900 مليون دولار سنويا فقط.داخليا، قال عبد الرحمن ان معظم المؤسسات التي تدفع رواتب موظفيها بالدولار و ملتزمة بعدم صرفه بأقل من 4.2 شواقل، وهذا يعني ان رواتبهم لا تتأثر كثيرا.
وأشار الى ان المستهلك سيشعر بالاثار الايجابية لانخفاض أسعار صرف الدولار بعد نفاد الكميات المستوردة لدى التجار، وعقد صفقات جديدة.وتتصدر الصين قائمة الدول التي تعتمد عليها فلسطين في البضائع المستوردة والمواد الخام بقيمة تصل لـ 400 مليون دولار سنويا تليها تركيا وأوروبا وأمريكا والدول العربية.
وقال عبد الرحمن ان الاقتصاد الأمريكي بدأ يتعافى خاصة مع الصفقات الضخمة التي يحاول الرئيس ترامب عقدها وبناء على الوقع السياسي العالمي يمكن ان يشهد الدولار ارتفاعا خلال الأشهر المقبلة ويعود إلى وضعه الطبيعي.وأشار الى ان انخفاض أسعار الدولار يعود بفائدة كبيرة على الاقتصاد الأمريكي من حيث يزيد إنتاجه وصادرته.
واتفق المحلل الاقتصادي نصر عبد الكريم مع عبد الرحمن بشأن الاثار الايجابية لانخفاض اسعار صرف الدولار على السلع المستوردة والمنتجة لكنه اكد ان حجم التأثير لن يكون كبيرا كون الانخفاض ليس دراماتيكيا وأضاف: ان اسعار صرف الدولار انخفضت بنسبة تصل لـ 7 % لذلك لم نلحظ ذلك في اسعار السلع حتى اللحظة.
لكنه عبد الكريم رأى ان انخفاض الدولار قد يؤثر سلبا على بعض الفلسطينيين الذين يحتفظون بمدخراتهم بالدولار أو الدينار او لديهم عقود إيجار منازل بالدولار .وقال ان الأشخاص الذين يدفعون القروض بالدولار يمكن ان يستفيدوا من الانخفاض كونهم يدفعون شواقل اقل وبالتالي يستفيدون من الباقي في شراء حاجياتهم الأخرى.
وأشار عبد الكريم الى ان الجكومة ستكون احد الخاسرين من انخفاض الدولار لانها تعتمد في المساعدات على الدولار او اليورو وتدفع التزاماتها بالشيقل.ورأى عبد الكريم ان الدولار لن يشهد اية تقلبات حادة في الفترة القريبة المقبلة خاصة في ظل عدم وضوح السياسة الاقتصادية الامريكية في عهد الرئيس ترامب، لكنه اشار ان سعره سيتردد بين 3.50 الى 3.65.
وكالة معا