انتقد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان غياب آلية دولية ملزمة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالاستيطان في فلسطين المحتلة، والاكتفاء بإصدار قرارات أممية تدين الاستيطان وتدعو لوقفه وحسب.وأضاف في تقريره الأسبوعي الصادر السبت، أن الصمت الدولي على ممارسات "اسرائيل" بات يشكل غطاءً وتشجيعًا لحكومة الاحتلال على التمادي في تنفيذ سياساتها ومخططاتها الاستيطانية.
وأضاف أن أركان اليمين الحاكم في "اسرائيل" يتسابقون في اطلاق التصريحات وطرح الأفكار والمخططات التي تعكس ايديولوجيته التوسعية الاستيطانية على حساب الأرض الفلسطينية، بهدف تعميق سيطرة اليمين على مفاصل الحكم في :اسرائيل"، وإرضاء جمهوره من المتطرفين والمستوطنين. وحسب التقرير، فقد نقل عن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، قوله "إن مستوطنة كريات أربع ستبقى في مكانها طوال مئات السنين المقبلة", وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تبقي دولة الاحتلال سيطرتها العسكرية على الضفة الغربية لغور الأردن في إطار أي اتفاق سلام مقبل مع الفلسطينيين.
من جهتها قالت وزيرة القضاء الإسرائيلية أييليت شاكيد، إن اللجنة الوزارية للتشريع لن تبحث بدءًا من مطلع الشهر الجاري، أي اقتراح قانون حكومي لا يتطرق إلى المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة، وذلك في إطار مساعيها لفرض التشريع الإسرائيلي على الضفة الغربية.واعتبر وزير البناء والإسكان الإسرائيلي، يوآف غالانط، إن استيطان اليهود في جنوب جبال الخليل مهم جدُا لمنع التواصل الجغرافي بين القرى العربية البدوية في النقب، وبين البلدات الفلسطينية في منطقة الخليل.
وخلال مناقشة خطة المجلس الاستيطاني لتطوير الاستيطان في الضفة الغربية، في ذكرى حرب 1967، قال غالانط إن الخط الجنوبي من صحراء "يهودا" حتى "سنسناه" يفصل بين الخليل ويطا ودورا وبين القرى العربية في النقب وشدد غالان, على أن المنطقة من “أفني حيفتس" و"أورانيت" و"نيلي" و"نعليه" و"غوش حلميش" و"طلمونيم"، من كفر سابا وحتى مطار اللد مهمة جدا لمجرى الحياة في المركز، ما يسمى غوش دان، مضيفًا أن الاستيطان في هذه المنطقة يوفر حلا أمنياً استراتيجياً.
وتزامنًا مع الذكرى الـ50 لاحتلال إسرائيل للأرض العربية والفلسطينية كشفت المعطيات عن تخصيص الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة عشرات مليارات الدولارات لصالح الاستيطان، حيث قدر(مركز ماكرو للاقتصاديات السياسية) غير الحكومي الذي ينشر تقارير حول الاستيطان، أن إسرائيل استثمرت عشرين مليار دولار على الاستيطان خلال الخمسين عاماً الماضية ، وان المساحة الكلية للأبنية الاستيطانية في الضفة الغربية ازدادت بنسبة 100% خلال ال18 سنة الاخيرة .
وبغية تشجيع التوسع الاستيطاني، يتلقى كل مستوطن في المعدل مساعدات وإعانات حكومية تزيد بثلاث مرات عما يتلقاه الإسرائيليون داخل "اسرائيل"، ولا يشمل ذلك الاستيطان في القدس المحتلة، كما لا تشمل هذا المبالغ الكلفة الهائلة للبنى التحتية مثل الطرق الالتفافية المخصصة للمستوطنين أو التدابير الأمنية الخاصة بالمستوطنات.
و بعد 50 عامًا على احتلال الضفة الغربية، يرى أغلب اليهود في "إسرائيل" (62%) أنه لا يمكن وصف سياسات إسرائيل في الضفة الغربية على أنها احتلال، وأن 50.8% من اليهود يعتبرون إقامة المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة كانت خطوة صحيحة وهامة من أجل المصالح القومية لـ"إسرائيل"، فيما يعارض 31.3% ذلك.
وذكر التقرير أن حكومة "إسرائيل" قررت يوم الثلاثاء الماضي أن تعرض خططاً لبناء نحو 1500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة من بينها مساكن في أول مستوطنة ستقام بقرار من الحكومة الإسرائيلية منذ 25 عاماً.كما صادقت لجنة التخطيط الإسرائيلية التابعة لوزارة الدفاع الأربعاء على بناء أكثر من 900 وحدة سكنية، وفى عملية منفصلة، أودعت لجنة التخطيط في وقت متأخر الأربعاء مخططات لبناء حوالي 688 وحدة استيطانية جديدة.