380 الف مستوطن في الضفة الغربية

المستوطنون في الضفة الغربية

رام الله الإخباري

أظهرت معطيات، تتطرق إلى نهاية العام 2015، نشرتها صحيفة 'هآرتس' اليوم الجمعة، أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية بلغ 380 ألفا، وأن أكثر من 44% منهم يسكنون في مستوطنات تقع خارج الكتل الاستيطانية. ويضاف إليهم حوالي 210 آلاف يسكنون في مستوطنات في القدس المحتلة.ويتحدث قادة المستوطنين عن حلمهم بأن يصل عدد المستوطنين إلى مليون، ويعتبرون أنه عندما يتحقق ذلك، لن يكون بالإمكان رسم خارطة تظهر فيها دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وحتى بالوضع الحالي، بوجود 168500 مستوطن في المستوطنات خارج الكتل، سيكون من الصعب على أي حكومة إسرائيلية إخلاء هذا العدد المستوطنين.

وبالعودة إلى بدايات المشروع الاستيطاني، في أعقاب هزيمة العام 1967، يقول بنحاس فالرشطاين، وهو أحد أبرز قادة اليمين، إن هذا المشروع بدأته ومارسته حكومة حزب العمل، بادعاءات أمنية، وأن المستوطنين مدينون لحزب العمل: 'حزب العمل نفذ كافة الإجراءات لإقامة (مستوطنة) أريئيل. شق شارع عابر السامرة (الذي يقطع الضفة الغربية من شرقها إلى غربها)، المستوطنات بالقدس، مستوطنات غفعات زئيف، مستوطنة معاليه أدوميم، مستوطنة بيت حورون، كل هذه من صنع العمل'.

بعد ذلك، عندما وصل حزب الليكود إلى الحكم، عام 1977، ازدادت وتيرة الاستيطان بشكل كبير. ففي هذا العام كانت في الضفة 38 مستوطنة يسكنها 1900 مستوطن، وبعد عشر سنوات ارتفع عدد المستوطنين إلى قرابة 50 ألفا يسكنون في أكثر من 100 مستوطنة. كذلك فإن طبيعة المستوطنات تغيرت، وأصبحت هناك مستوطنات فيها بلديات، أي أصبحت مدن بالنسبة لإسرائيل.

ويقول مدير مركز 'تشريك' لدراسة الصهيونية في الجامعة العبرية في القدس، البروفيسور هيلل كوهين، إن إسرائيل بدأت في الثمانينات تقيم مدنا في الضفة، وأن 'زيادة عدد اليهود في الضفة كانت سياسة حكومية. لقد أعدوا خطة خماسية، خطة لعشر سنوات، وتحدثوا عن كيف سنصل إلى 100 ألف و300 الف وكيف سنصل إلى نصف مليون' مستوطن. كما شدد كوهين على إسهام أريئيل شارون في زيادة حجم المشروع الاستيطاني. وبلغ عدد المستوطنين 150 ألفا تقريبا في العام 1997، وهي السنة الأولى لولاية بنيامين نتنياهو برئاسة حكومته الأولى.

يشار إلى أن المعطيات حول عدد المستوطنين في الضفة، المذكورة أعلاه، لا تشمل البؤر الاستيطانية العشوائية والمستوطنين فيها. ووفقا لحركة 'سلام الآن' فإنه توجد 97 بؤرة استيطانية عشوائية في الضفة ويسكن فيها عدة آلاف.وتفسر المؤرخة والباحثة في الشؤون الثقافية، البروفيسور عيديت زرطال، الزيادة الكبيرة في عدد المستوطنات، بأنها جذبت سكان من وسط البلاد، وخاصة الحريديم، من داخل الخط الأخضر. وقالت إن 'شخصا يملك شقة بمساحة 50 – 60 مترا مربعا في القدس، بإمكانه أن يجد شقة مساحتها ثلاثة أضعاف وحتى بسعر اقل. وبرأي فإنه ربما هذا العامل المركزي الذي يفسر الزيادة السكانية الكبيرة' بالمستوطنات.

والعامل الآخر الذي دفع الكثيرين إلى الانتقال للسكن في المستوطنات في الضفة الغربية هو بناء جدار الفصل العنصري. فقبل إقامة الجدار تخوف المستوطنون من أنها ستمنع قدوم مستوطنين جدد، لكن يتبين الآن أن عدد المستوطنين في المستوطنات الواقعة شرقي الجدار ارتفع بشكل كبير.

 

 

 

عرب 48