دعا وزير الدولة لشؤون النازحين اللبناني معين المرعبي، الدول المانحة إلى الوفاء بتعهداتها المالية التي تمت خلال مؤتمر فيينا في عام 2008 لاستكمال إعادة إعمار مخيم نهر البارد وتوفير الـ 31% من الأموال المطلوبة المتبقية.وقال المرعبي: "إصرارنا على استكمال إعادة إعمار مخيم نهر البارد، هو تأكيد على رفضنا طمس الهوية الوطنية الفلسطينية، ورفض التوطين المقنع، ودعم حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى ارضه ووطنه، مهما طال الزمن".
وشدد المرعبي، خلال جولة له اليوم الخميس، برفقة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، ومدير عام "الأنروا" في لبنان كلاوديو كوردوني، على ضرورة التعاون ما بين الحكومة اللبنانية والاونروا واللاجئين الفلسطينين والسفارة الفلسطينية، للدفع باتجاه اعمار مخيم نهر البارد واستكمال الابنية وفق المقترحات الموضوعة لها.
من جهتها أكدت كاغ أهمية تسريع الحلول على صعيد تأمين التمويل الخاص بإنجاز عملية الاعمار، وعبرت عن اهتمامها بمتابعة هذا الأمر مع الاونروا، ووعدت بأن تكون هذه الزيارة لمتابعة هذا الملف مع التأكيد على أهمية استقرار وازدهار لبنان وضرورة مساعدة الشعب اللبناني الذي يستقبل على ارضه النازحين السوريين، وفي نفس الوقت اللاجئين الفلسطينيين.
وشددت على انها ستجعل من قضية إعادة اعمار نهر البارد أولوية خلال محادثاتها في مجلس الامن قريبا، "وهذا حق الشعب الفلسطيني في مخيم نهر البارد."بدوره أكد كوردوني التعامل الشفاف مع الأهالي، وأن تكون كل الأرقام والمعطيات التي تقدمها الاونروا دقيقة، وسيعمل على رفع رسالة شاملة بهذا المعنى تحمل كل المطالب التي حددها الاهالي، تمهيدا لوضع خطة للتعامل مع هذه الامور، لا سيما في المجال الصحي واستكمال التمويل.
وشملت الجولة الرزم الخمسة المنجزة والتي لم تستكمل بعد بشكل نهائي، في حضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية في المخيم واللجان الشعبية ولجنة اعادة اعمار المخيم، الذين شرحوا للوفد معاناة ابناء المخيم ازاء التباطؤ الحاصل في انجاز الابنية وفق المخطط الموضوع، طالبين من الوزير المرعبي نقل هذه المعاناة ووجع الاهالي الى طاولة مجلس الوزراء، للإسراع في استكمال عملية اعادة الاعمار، خاصة وان هناك بعض الاهالي لم يعد بإمكانهم تحمل أعباء دفع الايجارات للمساكن التي تأويهم حاليا، ومنازلهم في المخيم لم ينجز بناؤها، آملين ايجاد الحل الذي يراعي احوالهم واوضاعهم المأساوية مع تراجع خدمات الاونروا على غير صعيد.كما التقى الوفد مع طلاب فلسطينيين في
مدارس "الاونروا"، والذين عبروا عن استيائهم إزاء الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في مخيم نهر البارد، لجهة انعدام أفق الحلول وفقدان فرص العمل خاصة امام الشباب، في ظل تقليص مساعدات الاونروا وتباطؤ عملية اعادة الاعمار.